سد الفجوات في معدلات التطعيم ضد كورونا «3 من 3»
العامل الرابع في مجالات تسريع وتيرة تسليم اللقاحات إلى الدول النامية أنه يجب على الدول أن تحد على وجه السرعة من القيود المفروضة على صادراتها، وتعريفاتها الجمركية المرتفعة، والاختناقات الجمركية على لقاحات كورونا وعلى المواد الخام والمستلزمات اللازمة لإنتاج اللقاحات وتوزيعها في الوقت المناسب.
خامسا، من الضروري تبسيط الإجراءات التنظيمية ومواءمتها، إذ ينبغي للسلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم أن تحقق اتساق إجراءاتها التنظيمية وتوحد معاييرها بشأن الموافقة على اللقاحات.
سادسا، دعونا المانحين إلى معالجة الفجوات التمويلية. وقد أتاح البنك الدولي 20 مليار دولار من الموارد التمويلية حتى نهاية 2022 للاستخدام الفوري من جانب الدول لشراء اللقاحات وسد الفجوات الحالية في معدلات التطعيم. كما نساند حاليا الدول للحصول على لوازم صحية أخرى لمكافحة فيروس كورونا، مثل أدوات الاختبار، وأدوات قياس مستوى الأكسجين وأجهزة توليده، ومعدات الوقاية الشخصية، وذلك بتمويل قدره 7.5 مليار دولار حتى الآن. ويمثل ذلك أحد محاور تركيز فرقة العمل في المرحلة المقبلة.
سابعا، يجب أن تتوافر لدى الدول القدرة اللازمة لتوزيع اللقاحات. ومن خلال عمليات تمويل شراء اللقاحات، يقدم البنك الدولي بالفعل المساعدة إلى 54 دولة ليس فقط في مجال المشتريات، ولكن أيضا في مجال سد الفجوات القائمة في توزيع اللقاحات على المستوى القطري - بما في ذلك توسيع قدرات التخزين وسلاسل التبريد، وتدريب الكوادر والفرق الصحية، وبناء الثقة بعمليات التطعيم من خلال مشاركة المواطنين والمجتمع المحلي، وتدعيم البيانات وأنظمة التتبع المتعلقة بتوزيع اللقاحات. وفي الوقت نفسه، فإن تحسين المعلومات المتاحة عن جداول التسليم، ولا سيما بالنسبة للجرعات المتبرع بها، أمر أساسي لضمان أن يكون بمقدور الدول التحضير لتوزيعها. ففي الأسبوع الماضي، اضطرت السلطات الإثيوبية، على سبيل المثال، إلى رفض تسلم شحنة من الجرعات المتبرع بها نتيجة لعدم إخطارها مسبقا بوقت يكفي لاتخاذ التحضيرات اللازمة، فضلا عن أن تاريخ انتهاء صلاحية تلك اللقاحات كان قصيرا، وشهدت الكونغو الديمقراطية وضعا مماثلا قبل أسبوعين.
ثامنا، يلزم بذل جهود لتعزيز إنتاج اللقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات على مستوى العالم لتسريع وتيرة تسليم الأدوات المنقذة للحياة للدول النامية على نحو منصف. وإلى جانب إتاحة التمويل للدول لشراء اللقاحات ودعم الأنظمة الصحية، تساند مجموعة البنك الدولي أيضا، بالعمل من خلال مؤسسة التمويل الدولية، الجهود الرامية إلى تدعيم قدرات ومهارات الصناعات التحويلية في الدول النامية. ونحن نشهد تقدما مبكرا في جنوب إفريقيا ورواندا والسنغال في هذا الصدد. ونبني حاليا على هذه التجربة لزيادة قدرات تصنيعية أكثر تنوعا، بمساندة قدرها أربعة مليارات دولار من منصة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة التمويل الدولية.
وثمة حاجة ملحة أن نتحرك الآن لتسريع وتيرة توريد اللقاحات وتسليمها لجميع الدول النامية حتى تتمكن من وضع حد لهذه الجائحة العالمية.