مشاعر للإيجار

صار الهاتف الجوال أقرب إلى بعضنا من نفسه ومتلازمة القطعة البلاستيكية ملاصقة لحاملها آناء الليل وأطراف النهار وقبيل الغفوات، وأخشى أن يطل في الأحلام، ولن يطيق البعض صبرا على مفارقة الهاتف، وهي حقيقة مؤذية بعدما تعرف أنه قرب يكسر الرقبة، وأطلق الأطباء مصطلح "رقبة الموبايل" في دلالة على آلام العمود الفقري والرقبة.
الأشد إيذاء أن يكون الهاتف سبيلا للضيق ومطالعة تنتهي بعقد الحاجبين حنقا ونفخ الوجنتين غضبا على أثر تغريدة هنا وسنابة هناك أو لقطة تدفع إلى الجنون.
من الممكن التحكم بالوقت الذي نقضيه على الهاتف واتخاذ وضعيات صحية عند التصفح، غير أن الحالة المزاجية أهم وأولى، وهو ما لا يفعله بعض التطبيقات حتى تظل مستمرا في حالة التشنج ومتسمرا بين التعاطي والتفاعل.
ضبط المشاعر يعني التحكم بالأقوال والأفعال وتجنب الصراعات والمماحكات التي قد تكون نتائجها مؤسفة، وأحيانا إلى سجن أو غرامة، وهو نمط تفاعلي زاد أخيرا وأدى إلى نتائج وخيمة وفقا لدراسة قام بها باحثون في جامعة ستانفورد.
وخلصت الدراسة إلى أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية يتأثرون بمنشورات الآخرين عندما تنتهك قيمهم الثقافية، ويغضبون بشدة عندما يكون التعامل مع ثقافات مختلفة، عرفوا ذلك من خوارزميات مطورة تسمح للمستخدمين بتحديد المحتوى القادر على "اختطاف" التجربة العاطفية.
يحاول العلماء حاليا بناء برمجيات يمكنها أن تساعد المستخدمين على تصفية المحتوى المؤثر عاطفيا ومنحهم مزيدا من الفرص لاختيار ما يتعرضون له من محتوى، وفي النهاية ومهما حاول العلماء ستبقى المشاعر ظاهرة بشرية عصية على البرمجة وليست للبيع أو الإيجار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي