سماء الخليج عالية
جولات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- في الدول الخليجية حملت في ثناياها آفاقا جديدة تمنح للخليج فضاء أوسع وسماء أعلى.
في ظل الواقع العربي المليء بالخيبات، تمثل دول الخليج العربي، الواجهة الأكثر حضورا في التنمية البشرية والبناء الحضري والتفاعل مع العالم.
الرواد المؤسسون لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وضعوا اللبنات الأولى التي أسهمت في بناء الحلم الخليجي. إنجازات مجلس التعاون تجاوزت ما حققته منظومات عربية أخرى مثل جامعة الدول العربية. التنسيق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني بين الدول الست كان ولا يزال نموذجا لا مثيل له عربيا. حتى في أوقات الأزمات، بقي مجلس التعاون الخليجي يعمل على المشترك ليثريه ويضيف إليه.
الآن تتهيأ دول الخليج العربي بعد بيان العلا لنقلة أخرى، تتجاوب مع التحديات وتسعى إلى تحقيق مزيد من التنسيق والتعاون الذي يسهم في زيادة رفاه الإنسان الخليجي. وقد تأكدت هذه المؤشرات من خلال حجم وتنوع الاتفاقيات التي أبرمتها المملكة مع جميع الدول الخليجية. كما ظهر ذلك حتى فيما يخص تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
لقد كانت المملكة وبقية دول الخليج العربي تمثل الصوت الأبرز الداعم لقضايا السلم والتنمية في العالم العربي وبقية دول العالم.
لاشك أن العام المقبل سيشهد بلورة مخرجات الاتفاقيات المهمة التي أبرمتها المملكة مع الدول الخليجية الشقيقة.
في المنحى المجتمعي، أظهر التفاعل الخليجي مع تلك الزيارات، أن الانسجام بين شعوب دول الخليج العربي، هو فعل عفوي رأيناه في كل عاصمة من عواصم الدول الخليجية.
ما لا يستطيع مجلس التعاون الخليجي أن يحققه بشكل سريع، يمكن للزيارات والاتفاقات الثنائية أن تسهم في إنجازه. ومن هنا يظهر أثر مجالس التنسيق والاتفاقيات الثنائية التي تضفي مزيدا من المرونة والحيوية على جسد مجلس التعاون.
لقد أكد قادة دول الخليج العربي أن التنسيق والتقارب هو المعبر للوصول للسلام والأمن في المنطقة. قوة الخليج في توحيد صوته لمواجهة أي أخطار تهدده لا سمح الله.