الحوكمة في حديث ولي العهد
نظرة القائد التي يتمتع بها ولي العهد، توجه الحوار الذي أجرته مجلة "الأتلانتيك" The Atlantic. في إجابة ولي العهد تأكيد على أهمية وجود الحوكمة والإجراءات الصحيحة للتأكيد على عدم الانفراد في صنع قرارات قد تكون غير سليمة. وبروح القائد المسؤول، يؤكد ولي العهد، "أنا أبذل قصارى جهدي للتأكد من أن لدينا الحوكمة والإجراءات الصحيحة...، وألتزم بذلك".
في إطار حديث ولي العهد، يتضح لنا اهتمامه بالعمل المؤسسي، وعدم إطلاق المجال في تقديم عمل لا يرتبط بإجراءاته السليمة، ولا يخضع لحوكمة في أي مجال. فعليا نشهد في المملكة منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 اهتماما كبيرا بموضوع الحوكمة، لأنها الأداة التي تضمن توافر الإجراءات السليمة، وتضبطها من أجل تحقيق أفضل النتائج.
وباستعراض حديث ولي العهد، أجد أن الحوكمة تمثل روح هذا الحديث، فمن الحديث عن الوضع السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي تظهر الحوكمة كإحدى أهم الأدوات التي يهتم بها ولي العهد، في إطار تحديث ومأسسة الدولة، وضابط أساس في عملية التطوير والانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة. فمع وجود الحوكمة الصحيحة وبيان الإجراءات الموثقة سيؤدي ذلك إلى زيادة الشفافية ومكافحة الفساد، وفتح المجال لمزيد من الإبداع في جميع المجالات.
إن مفهوم الحوكمة "الإدارة الرشيدة" يرتبط إيجابا بكثير من المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية. كما أنه يحسب لولي العهد، أن مارس التأثير المباشر وغير المباشر لغرس ثقافة الحوكمة لدى الجميع. حتى أصبحت من أهم الموضوعات على المستوى الفردي.
وتعرف الحوكمة بأنها إنشاء وتأسيس هياكل واضحة تضمن تحديد المسؤوليات، والمساءلة عن الأفعال، وربط كل ذلك بالشفافية التي تحقق العدالة.
في مقال سابق، ذكرت أن "اهتمام ولي العهد بتطبيق أفضل ممارسات الحوكمة، وتحديث الأنظمة والتشريعات الحاكمة في القطاعين العام والخاص من أجل توفير البيئة الملائمة لنجاح برامج (الرؤية)"، أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز. حيث إن إدراك أن الخطط والاستراتيجيات والبرامج والمشاريع ومتابعتها لن تتحقق ما لم يتوافر نظام حوكمة فاعل يسهم في توفير البيئة المناسبة، ويساعد على حل الإشكالات واستحداث وتحديث الإجراءات والممارسات التي يتطلبها تنفيذ هذه البرامج الطموحة. وستحقق برامج (الرؤية) أهدافها - بإذن الله".
الرسائل الذي تضمنها حديث ولي العهد، لمجلة "الأتلانتيك" The Atlantic عديدة، لكن من أبرز ما لفت نظري هنا هو اهتمامه بالحوكمة والإجراءات، وربط مفاهيمها بجميع أجزاء الحوار، وهذا يعطي مؤشرا في سبيل البناء المؤسسي للقرارات والخطط الاستراتيجية المنفذة.