مسار عربة التوطين
البطالة مشكلة عالمية. وهي تتفاقم دوليا في الظروف الاستثنائية. وخلال مرحلة كورونا تزايدت مشكلات فقدان الوظائف عالميا. ولكن حكومة المملكة سارعت إلى حماية وظائف السعوديين في القطاع الخاص. لاحقا تزايد عدد المنخرطين في العمل من الفتيات والشباب، فقد أطلقت جهات عدة مبادرات إبداعية لتعزيز توطين الوظائف في القطاع الخاص.
كانت شكوى القطاع الخاص في الأعوام الماضية تدور حول عدم توافر طاقات مؤهلة للاندماج في سوق العمل.
في المقابل كان هناك نماذج نجحت في التوطين خلال الأعوام الماضية. ولعل أميز التجارب الرائدة في المملكة تجربتا "أرامكو" و"الخطوط السعودية". في هذين النموذجين كان التدريب والتأهيل المحلي والدولي يتم عبر هذه المؤسسات من خلال استقطاب الشباب وتدريبهم.
مع إطلاق رؤية المملكة 2030 ظهرت مبادرات إبداعية لردم الفجوة في مسألة التوطين. وخلال منتدى دافوس قدمت المملكة نماذج للنجاحات التي حققتها الخطوات الإصلاحية التي تبناها ولي العهد من خلال قيادته رؤية المملكة 2030. قفز معدل مشاركة المرأة في سوق العمل على سبيل المثال إلى 36 في المائة.
حاليا تمثل السياحة منجم الذهب الواعد على صعيد الوظائف والإسهام في الدخل المحلي من خلال جذب السياح من الداخل والخارج.
فيما يخص التوظيف قدمت جهات حكومية عدة مبادرات لافتة. هناك مثلا استراتيجية تطوير رأس المال البشري في القطاع السياحي التي أطلقتها وزارة السياحة في 2019. وهي تتضمن مجموعة مبادرات إحداها تتمثل في إنشاء أكاديمية عالمية للسياحة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية.
وفي المسار ذاته بادرت منشآت أخرى إلى تبني مبادرات شبيهة ومن ذلك ما أعلنته الهيئة العامة للصناعات العسكرية بخصوص الأكاديمية الوطنية للصناعات العسكرية وهدفها تعزيز مسيرة التوطين وسلاسل الإمداد في القطاع. ويصدق ذلك على مبادرات وزارات أخرى مثل وزارة الثقافة والأكاديميات المتخصصة التي ستطلقها تباعا.
وهذا الأمر يتكامل مع جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
لقد وضعت هذه الخطوات الجادة عربة التوطين في مسارها الصحيح.