خواطر من وحي «الرويس»
في نص "الرويس" للدكتور سعيد السريحي، تنتابك أثناء القراءة مشاعر متعددة. تندمج مع شخوص الرويس. تشاركهم أحزانهم. وتضحك من حكاياتهم المغموسة بالتعب. هي تمثل جانبا من القصص التي رافقت بدايات التأسيس والتوحيد.
ولعل ما يميز نص السريحي عن نصوص كثيرة أخرى يتمثل في كم التصالح والرضا والقناعة. وأضيف أيضا، المحبة التي صاغ من خلالها الكاتب نسيج حكايته التي صاغها من خلال ذاكرة تكتنز بأجمل التفاصيل. لم ينظر السريحي من خلال سرده إلى الماضي بغضب.
جميع ما ورد في "الرويس" من أفكار عامة، يصدق على كل مدينة وقرية في هذا الوطن الشامخ. كل زاوية تحمل قصة تروي جانبا من تلك الوحدة العبقرية التي صاغها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وفي النصوص الإبداعية، يتعزز مفهوم المحبة للأرض بشكل غير مباشر، من خلال الثراء الذي يتهادى في السرد المشغول بحرفية أصبحت الآفاق أمامه رحبة بفضل رؤية المملكة 2030 التي ينبغي عدم النظر إليها من زاوية اقتصادية بحتة. إذ إنها جاءت أيضا بمبادرات تسهم في تعزيز الهوية التي جارت عليها في أزمنة ماضية الأيديولوجيات التي تغلغلت في المجتمع وجعلته يتنازل عن بدهيات تبدأ بتغليب الانتماء للأمة وجعلها أولوية تستقوي على الوطنية.
والكل يتذكر كيف كان يتم التعامل على استحياء مع الاحتفالات الوطنية في مقابل الأفغنة والشوشنة والبوسنة... إلى آخره. وقد طال هذا الأمر المكون الحضاري والتاريخي الذي كان يتعرض للتجريف. وظهر ذلك لفترة طويلة عبر عدم التباهي بحضارات آلاف الأعوام التي صاغها إنسان هذا الأرض في الرسوم الصخرية في حائل والمنحوتات الإبداعية في جبال العلا والعمارة العبقرية في الفاو وسواها من آثار بلادنا الغالية. وما زال هناك من يغمز مع كل قرار تأخذه بلادنا لتعزيز الهوية في كل منطقة وآخرها الجدل غير السوي حول موضوع القراءة النجدية. فضاء نص الرويس للدكتور سعيد السريحي كان محفزا لهذه الكلمات العابرة.