الصحافة الذكية «5»

تناولت في المقالة السابقة التحديات والمتغيرات المقبلة على صحافة الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن تجاوز التحديات والتعامل مع المتغيرات، وبقي أن نتحدث عن عامل يعد من أصعب العوامل التي تقف أمام الصناعة، لذا فضلت تأخيره ليكون مستقلا، وإفراده في مقالة، خاصة أنه بدأ يستشري بين ثنايا الصناعة، ويطوف بين التحايل والخداع والتضليل، وأنه مرتبط بأي تطور ينشأ عن خوارزميات الذكاء الاصطناعي وفق دراسات من جهات معتمدة، وأقصد أخلاقيات ومعايير الصدق والتحيز في بيانات الذكاء الاصطناعي.
ونبه عديد من الدراسات إلى خطورة المعايير الأخلاقية في محتوى الأخبار، وأنها تخضع للتحيز، ومن ذلك مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي.
وأكدت النتائج اللغوية للذكاء الاصطناعي أنها متحيزة بدرجة موازية لقدرتها الفائقة على التوليد والتحليل والجمع، وصرح التقرير بأن النماذج الأكبر حجما هي أيضا أكثر تحيزا، وتتضح فيها أخلاقيات العمل أكثر من غيرها.
وكشف مؤشر ستانفورد عن ظهور 280 مليار متغير تم تطويره في 2021 بزيادة 29 في المائة عن العام الذي قبله، وتعد هذه النتيجة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، كما كشف التقرير عن تزايد الأبحاث المتصلة بالإنصاف والشفافية في الذكاء الاصطناعي، وكيف تحولت قضايا الإنصاف والتحيز والتجرد والموضوعية في الخوارزميات من كونها مسعى أكاديميا في المقام الأول إلى أن تصبح جزءا لا يتجزأ من موضوع البحث السائد مع تداعيات واسعة النطاق وهواجس صحافية مستمرة.
تعد الأخلاق من أبسط حقوق المهنة، وأي صناعة تفتقد الأخلاق فهي غير صالحة للاستخدام الإنساني، فكيف إذا كان الموضوع يتعلق بالبيانات التي من المرجح أن يتم التعامل معها من خلال مرجعيات ومؤثرات محددة في عمليات التركيب والإدخال والمعالجة. وتوصل مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي، إلى نتائج أكثر تعقيدا في هذا الموضوع، وهو على الرغم من المشكلات التي تعتري البيانات إلا أن نتائج الاستثمار سجلت تزايدا بشكل مذهل، ووصل إلى 93.5 مليار دولار بنهاية 2021، أي إلى ضعف إجمالي الاستثمار الخاص في 2020، كما كشفت في هذا الصدد عن سيطرة الولايات المتحدة والصين على محتوى المنشورات، وهذا أدى إلى تضاعف التعاون بين تلكما الدولتين في هذا المجال بنحو خمس مرات منذ 2010.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي