منظور القيادة في مواجهة الأزمات «2 من 3»
ستشكل مساهمات البنك الدولي القياسية البالغة 23.5 مليار دولار على مدار ثلاثة أعوام ركيزة لحزمة التمويل التي تقدمها المؤسسة البالغة 93 مليار دولار خلال فترة الأعوام المالية 2023 - 2025، ومساعدة أشد الدول فقرا على التعامل مع الأولويات الملحة - ومن بينها توفير الوظائف والتحول الاقتصادي، وتعزيز رأس المال البشري، ومعالجة الفاقد التعليمي وتراجع معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وتحقيق المساواة بين الجنسين، والتصدي لتغير المناخ، ومواجهة أوضاع الهشاشة والصراع والعنف - والتحرك نحو استعادة القدرة على تحقيق النمو.
ورغم ما شهدناه من تطورات اقتصادية معاكسة عصيبة، قدمت مؤسسة التمويل الدولية مساندة قوية للقطاع الخاص بارتباطات كبيرة تبلغ إجمالا 32.8 مليار دولار "بما في ذلك تعبئة الموارد من الغير" في العام المالي 2022، استنادا إلى استثمارات بلغت قيمتها 31.5 مليار دولار في العام المالي 2021، والتركيز على تحقيق أقصى تأثير ممكن. ومع قيام البنوك بتقليص تمويل التجارة، تتدخل مؤسسة التمويل الدولية للحفاظ على استمرار نشاط منشآت الأعمال العاملة في مجالي الاستيراد والتصدير على الرغم من القيود التي تواجهها. ففي العام المالي 2022، بلغت ارتباطات مؤسسة التمويل الدولية 9.7 مليار دولار في مجال تمويل التجارة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وتم استثمار نحو 75 في المائة من هذا المبلغ في الدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، والدول المتأثرة بأوضاع الهشاشة والصراع والعنف. وأحد الأمثلة على ذلك أن بنك كوريس في بوركينا فاسو حصل على تمويل تجاري من مؤسسة التمويل الدولية لاستيراد الأرز من دول مختلفة.
وأصدرت الوكالة الدولية لضمان الاستثمار، ضمانات بقيمة 4.9 مليار دولار لمساعدة الدول على تحقيق أهدافها الإنمائية. وستوفر هذه الجهود خدمات كهرباء جديدة أو أفضل لنحو 15 مليون شخص، وتقدم قروضا بقيمة 1.9 مليار دولار لمستفيدين من بينهم منشآت محلية. وظلت الوكالة تركز على أولوياتها الاستراتيجية، حيث تم تخصيص 85 في المائة من مشاريعها في العام المالي 2022 للدول المتأثرة بأوضاع الهشاشة والصراع والعنف، والدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، ولأغراض التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.
إن أوضاع الهشاشة والصراع والعنف تتفاقم في كثير من أنحاء العالم، بما في ذلك في أفغانستان وإثيوبيا ومنطقة الساحل واليمن. وفي أوكرانيا، أدت الحرب إلى إزهاق الأرواح، وتدمير المنازل، وفقدان سبل كسب العيش، وتحويل ملايين الأشخاص إلى لاجئين، وتدمير البنية التحتية. وتبلغ تكاليف إعادة الإعمار بالفعل مئات المليارات من الدولارات. حتى آب (أغسطس) 2022، قمنا بتعبئة 13 مليار دولار في شكل تمويل طارئ وتسهيل تحويلها، مع صرف أكثر من تسعة مليارات دولار بالفعل، لمساعدة أوكرانيا على تمويل الخدمات الحكومية الحيوية، وتقليل التداعيات على البشر والاقتصاد. ويشمل هذا المبلغ حزمة مقدمة من البنك الدولي بقيمة 1.5 مليار دولار، منها مليار دولار في شكل مساندة استثنائية من المؤسسة الدولية للتنمية، للمساعدة على دفع أجور موظفي الحكومة والعاملين في المدارس. وتمتد المساندة التي تقدمها مجموعة البنك الدولي أيضا إلى الدول التي تستضيف اللاجئين الأوكرانيين... يتبع.