الصحافة الذكية

هذا الجزء الأخير من سلسلة مقالات الصحافة الذكية حاولت تشخيص الوضع الراهن وتقدير الموقف المستقبلي والآثار المتوقعة لتطورات المرحلة المقبلة على الصناعة وأفردت لأكثرها خطورة ويتصل بأخلاقيات المهنة ومعايير الصدق والتحيز في بيانات الذكاء الاصطناعي، وقدمت جملة من التحديات التي يجب على متخذي القرار الانتباه لها، وانتهيت إلى أن الصفحة الورقية التي حملت يوما ما المانشيت الصحافي لعقود هي نفسها شاشة الماكنتوش والآيباد والهاتف الذكي والروبوت ولا يمكن تحجيم الصحافة في الأدوات والوسائط وستبقى المهنة مهنة ما بقيت البشرية.
إلا أن هناك أمورا يتعين مراعاتها حتى تكون الصناعة قادرة على لعب دورها والمنافسة عبر تخطيط قادر على إحداث تغيير واتخاذ تدابير تهدف إلى تحقيق مستهدفات من أبرزها أولا: التخطيط لتنويع مصادر الدخل وما يتعلق بأعمال التطوير والتأهيل والتدريب تشمل النواحي الفنية والبشرية، ثانيا: التوسع في بناء وجذب جماهير جديدة من مختلف الأعمار والتخصصات واستثمار التقنيات التي تستخدمها منصات الجذب الاجتماعي، ثالثا: التركيز على المحتوى من خلال تلوينه والمرونة في تبني المنهجيات والأطر الجديدة والاتجاه نحو عنصرين أثبتا قدرتهما على إحداث التأثير، العنصر الأول المحتوى المتخصص الجاد والعميق عبر المقالات التحليلية والوثائقيات المرئية والبودكاست المسموع، والعنصر الآخر المحتوى الخفيف الترفيهي القصير وتلوين الأخبار الجافة بالأصباغ الإعلانية أي الإعلانات الإخبارية.
إن تشخيص المشكلة جزء من الحل لذا بدأت المؤسسات الإعلامية الانتقال من مرحلة الصحافة الرقمية إلى الذكاء الاصطناعي، والأولى جزء صغير من الأخيرة باعتبار أنها صناعة ستعتمد على معطيات مختلفة مثل استخدام الأقمار الاصطناعية للاتصال والآلات للنقل الحي المباشر في مناطق يصعب على الإنسان الوصول إليها فضلا عن المخاوف أن تتحول الدول الأقل استخداما لأدوات الذكاء الاصطناعي في الإعلام إلى سوق مخترقة من تلك القنوات والتقنيات الحديثة كافة وصولا لمعلومات سيادية من قبل وسائل الإعلام وصحافة الذكاء الاصطناعي.
ستتطور تجربة الواقع وأجهزة تحديد المواقع أجهزة الرادار والسونار والطائرات دون طيار لدعم البيانات المرئية وتحسين نقلها بسلاسة بلا حدود جغرافية، ولا قانونية، ولا قيود على حرية نقل الخبر، أو الوصول إلى المعلومات واشتداد المنافسة، والرابح في السباق من يقتنص تلك الفرص ويستحوذ على أحدث التقنيات الحديثة ويقوم بدمجها في صناعة الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي