سياحة الكثبان

في عام 1879 حطت رحال المستكشفة الإنجليزية آن بلنت في المملكة، وألهمتها وديان الرمال وشواهق الجرانيت المنسابة على السفوح وسط غابات من الغضا وعشرات النباتات الأخرى في الشمال فوضعت لذلك كتابا عنونته "رحلة إلى بلاد نجد" تصفحت النسخة الإلكترونية لهذا الكتاب بالقرب من موضع عليم العطش وسط النفود الكبير الأسبوع الماضي وسمي بذلك لأنه كان نائيا بعيدا عن موارد المياه، والآن يعرف بعليم الماء إذ أصبح موردا عذبا تصله المركبات ويمر بالقرب منه طريق الجوف وسكة القطار.
منذ ما يزيد على 150 عاما استطاعت رمالنا أن تلهم الرحالة والمستكشفين ولا تزال تجذب "الكشاتة" و"أصحاب الحلال"، وتعد الوجهات الدافئة في الشتاء مقصدا لسياح المناطق الثلجية، كما هو الحال في أستراليا ومصر واليونان، ولا أميز من شواطئ الرمال الدافئة فصل الشتاء حينما تكون البنى التحتية مستعدة والخدمات اللوجستية مكتملة.
السياحة الشتوية اقتصاد مكنون وفرصة نهوضه مهيأة ويمكن اعتبار شتاء طنطورة والثلوج الصناعية في "أوكسجين" تجارب تؤكد إمكانية استثمار هذه الفرص بشكل صحيح.
إن الجبال والسهول والشواطئ البحرية والرملية والآثار التليدة الممتزجة مع الإرث العتيق مكتسبات ساعدت على نجاح تجربة العلا ورالي حائل، لذا فإن تعزيز السياحة الشتوية مطلب اجتماعي قبل أن يكون اقتصاديا بحكم أن الرياضات الرملية من تخييم وتطعيس والسباقات والمبيت، أنشطة تزدهر بعد حلول موسم سهيل وهي أنماط تشكلت ونمت أخيرا، وتعطي نوعا جديدا من السياحة في المواسم الشتوية حيث اعتادت الدول الباردة صيفا على نمط واحد بينما بالإمكان تقديم تجارب جديدة لا يمكن حصرها ويمكن نمذجة شتاء طنطورة بوصفه تطبيقا حيا لما يمكن فعله.
لم تأخذ السياحة الشتوية في المملكة سابقا حقها بالنظر إلى الصحارى التي تمثل السواد الأعظم أبرزها الربع الخالي والنفود الكبير والدهناء والصمان لقد كانت كثبانا مهدرة على الرغم من توافر بيئة جيدة ولا نستطيع القول إنها مكتملة، لكنها حاليا تشهد تحولات ملحوظة وملموسة لتطوير صناعة السياحة يدعم ذلك توجه حكومي جاد ودعم غير مسبوق علاوة على ظروف الأمن والهدوء والاستقرار والتسهيلات السياحية والترحاب الاجتماعي، ولا شك أن الاستمرار في تطوير البنية التحتية والخدمية واللوجستية سيسهم بشكل كبير في زيادة الإقبال على سياحة الكثبان الرملية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي