تطوير السياحة العربية
أحد أبرز مخرجات اجتماعات الدورة الـ25 للمجلس الوزاري العربي للسياحة التي عقدت الثلاثاء الماضي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة يتمثل في الدعوة إلى تعزيز جودة التعليم والتدريب السياحي، وتفعيل البرامج الموجهة لتدريب الكوادر البشرية العربية. هذه المسألة تمثل إضافة مهمة للقطاع السياحي في العالم العربي.
لا يمكن أن تتنامى الاستثمارات العربية في قطاع السياحة ما لم تتواءم تجربة السائح الزائر للعالم العربي مع أفضل الممارسات العالمية.
معظم الدول العربية يزورها السائح مرة واحدة فقط. التدريب عنصر مهم يسهم في تطوير مهارات العاملين في قطاع السياحة. لقد أدركت المملكة أهمية هذا الأمر منذ البداية، ولذلك أطلقت استراتيجية تنمية رأس المال البشري السياحي. وقبل ذلك كان هناك تدريب لمختلف موظفي الصفوف الأمامية في الجهات التي تتعامل مع الزائر. ومن خلال هذه الاستراتيجية الواعدة يتواصل العمل بخطا حثيثة لتهيئة مزيد من الكوادر المحلية. إحدى هذه المبادرات - على سبيل المثال - برنامج رواد السياحية الذي يستهدف تدريب مائة ألف فتاة وشاب. ويعمل البرنامج على توفير التدريب في منشآت تعليمية رائدة لتمكين أبناء وبنات المملكة من الإلمام بكل المهارات الخاصة في مجالات الضيافة والسياحة.
هذا التدريب المنتهي بالتوظيف يحقق أحد مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تقوم بتوفير مائة ألف وظيفة جديدة سنويا. وصولا إلى إكمال استحداث مليون وظيفة جديدة بحلول 2030.
تتعاون وزارة السياحة لتحقيق هذه المستهدفات مع أبرز معاهد التدريب العالمية الرائدة التي تقدم برامج مختصة خارج المملكة في المجالات التي تهتم بالسياحة من أجل إثراء خبرات الكفاءات المحلية والمساهمة في تلبية احتياجات سوق السياحة في مختلف مناطق المملكة. ويتواكب ذلك مع برامج تدريبية محلية معتمدة دوليا.
هذه الصيغة التي تطبقها وزارة السياحة تحتاج إليها دول عربية عدة لجذب مزيد من السياح الدوليين. المؤكد أن "الأكاديمية العالمية للسياحة"، التي جاءت ثمرة تعاون وجهد مشترك بين وزارة السياحة ومنظمة السياحة العالمية في الأمم المتحدة UNWTO ستساعد على دعم هذا الأمر.