تخفيضات النفط تعيد قراءة السوق وتربك حسابات المضاربين .. المكاسب عادت لتهيمن
استمرت أسعار النفط الخام في حصد المكاسب، بعد إعلان خفض الإنتاج المفاجئ من قبل "أوبك +" بأكثر من 1.16 مليون برميل يوميا، فيما عدت روسيا القرار ضروريا لدعم استقرار السوق.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن أسعار النفط الخام قد تتجه نحو 100 دولار هذا العام"، مشيرين إلى أن الرسالة الأبرز من قرار "أوبك +" المعلن أخيرا أن المجموعة تتمتع بقدرة عالية على التكيف ورشاقة العمل والكفاءة العالية في استيعاب المتغيرات وحسن التعامل معها.
وأشاروا إلى أن تخفيضات الإنتاج لن تؤدي إلى خسارة حصة "أوبك +" في السوق، موضحين أن التحالف ملتزم دائما بالتغلب على هذا التحدي وتساعده الصعوبات التي تحيط بنمو النفط الصخري الأمريكي وهو المنافس الوحيد لـ"أوبك +"، حيث أدت حالات الإفلاس وعمليات الدمج وإعادة توجيه الأولويات إلى تباطؤ النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وقال سيفين شيميل مدير شركة "في جي آندستري" الألمانية، "إن معنويات السوق النفطية تبدلت إلى مسار صعودي وتجاوزت تداعيات الأزمة المصرفية ومخاوف الركود التي انتشرت أخيرا".
وذكر أن تقارير دولية ودوائر تحليلية موثوقة أكدت أن وتيرة المكاسب السعرية عادت لتهيمن على السوق النفطية في أعقاب خفض "أوبك +" الجديد، حيث يرجح البعض أن تصل أسعار النفط إلى مائة دولار قبل انتهاء الربع الحالي.
من جانبه، أكد روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن هناك تفسيرات متباينة لقرار "أوبك +" بخفض الإنتاج، حيث ترى بعض البنوك الدولية أن نظرة "أوبك +" الاستشرافية رصدت تداعيات واسعة على النمو جراء التضخم والأزمة المصرفية العالمية والرفع المتكرر لأسعار الفائدة الأمريكية.
من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، "إن قرار خفض إنتاج تحالف "أوبك +" أعاد قراءة السوق من جانب البنوك والشركات وأربك حسابات المضاربين"، مبينا أن تخفيضات "أوبك +" المعلنة حديثا ستزيد من تشديد سوق النفط الضيقة بشكل أساسي بالفعل، وقد تدفع برنت نحو 100 دولار للبرميل في وقت أقرب مما كان متوقعا سابقا، كما قد تدفع السعر إلى نحو 110 دولارات للبرميل هذا الصيف، لافتا إلى أن الجميع يعكف على دراسة مستجدات السوق وتداعياتها المستقبلية.
بدورها، ذكرت جولميرا رازيفا كبير الباحثين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، أن التخفيضات الإنتاجية القياسية لمجموعة "أوبك +" تؤكد مرونة الإنتاج في الدول الأعضاء والقدرة الواسعة على التفاعل مع بيانات الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى تحليلات دولية ترجح أن الانخفاض في العرض سيصل إلى أكثر من 1 في المائة من الناتج العالمي ويتسبب في زيادة أسعار النفط بأكثر من 5 في المائة، موضحة أن أوبك -كما يبدو- لديها مخاوف بشأن توقعات الطلب، ما قد يؤثر في أسعار النفط على المدى الطويل وقد يكون عاملا مهما في اتجاهات الأسعار على المدى الطويل.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط في التعاملات الآسيوية أمس بعد قرار "أوبك +" خفض مزيد من الإنتاج، بينما تحول اهتمام المستثمرين إلى آفاق الطلب.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 85.34 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 41 سنتا أيضا أو 0.5 في المائة إلى 80.83 دولار للبرميل.
وقفز كلا الخامين القياسيين بأكثر من 6 في المائة أمس الأول.
ترفع التعهدات الأخيرة الحجم الإجمالي لتخفيضات "أوبك +" إلى 3.66 مليون برميل يوميا تشمل مليوني برميل في أكتوبر، وفقا لحسابات "رويترز"، وهو ما يعادل نحو 3.7 في المائة من الطلب العالمي.
دفعت قيود إنتاج "أوبك +" معظم المحللين إلى رفع توقعاتهم لأسعار خام برنت إلى نحو 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 84.84 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 78.12 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع قوي، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجل 75.01 دولار للبرميل.