ولي العهد .. مدرسة إدارة التغيير
في رمضان، قبل ستة أعوام تولى قائد التغيير الأمير محمد بن سلمان زمام أمور ولاية العهد، وعلى الرغم من قصر المدة إلا أن المنجزات عديدة ومتنوعة وعلى مستوى جذري في كثير من الأمور، وكأن ما حصل مجرد أحلام عابرة لا يمكن تصديقها، خصوصا وأننا نستمتع بواقع الأحلام.
المتتبع لما يقوم به الأمير الشاب، سيعرف أنه لا يمر شهر إلا وهناك مبادرة أو مشروع أو خطة لحدث ضخم أو قرارات استراتيجية، بل البلد بأكمله تحول إلى خلية نحل لا تهدأ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قبل يومين أعلن ولي العهد إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة، تستهدف تطوير وتنويع الاقتصاد السعودي وتحسين البيئة الاستثمارية، بما يعزز مكانة المملكة بوصفها وجهة استثمارية عالمية.
ما يقوم به الأمير محمد ـ على المستوى الإداري ـ في غاية الأهمية، فقد أصبحت لغة الأرقام حاضرة بكل تفاصيلها في رؤوس الوزراء وصناع القرار، وهذا أمر يجعل المسؤول على تحديث واستعداد لأي مهمة. كما أن مؤشرات الأداء ومشاريع التحسين تلاحق المسؤولين يوميا كواجبات طالب في المدرسة. وحاليا لا توجد جهة حكومية إلا لديها حوكمة بكفاءة وفاعلية واضحة تعمل على تنفيذ أجندتها وفق تطلعات القيادة. وأصبحت إدارة المشاريع حاضرة وبقوة في أغلب الإدارات، وتكاد لا تجد أحد حاليا إلا وهو يعي تفاصيلها وأدواتها وكأن القطاع الحكومي تحول إلى خاص.
بالمختصر ما يقدمه ولي العهد يندرج تحت إدارة التغيير وهذا علم وفن إداري في غاية الأهمية ومهارة في العادة تحتاج إلى عقود للحصول على نتائجها، لكننا نجحنا في بضعة أعوام في أن تكون بلادنا أكثر رشاقة، فمن خلال أسلوب وأدوات إدارة التغيير أصبحت مملكتنا أكثر تطورا وتقدما.. شكرا سمو الأمير لوجودك.