القتال في السودان يجبر الأمم المتحدة على وقف برامجها
أعلنت الأمم المتحدة أمس، اضطرارها لوقف كثير من برامجها مؤقتا في السودان بسبب القتال، مؤكدة أنه لا يمكنها حاليا دخول البلاد أو الخروج منها، حيث أدى تبادل إطلاق النار في مطار الخرطوم إلى إتلاف طائرة للخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة، ما يوثر بشكل خطير على القدرة على الوصول إلى المناطق النائية، حيث تكون الاحتياجات أكثر، مشيرة إلى أن عشر وكالات تابعة لها، و80 منظمة غير حكومية كانت تدير أكثر من 250 برنامجا في البلاد، والأمم المتحدة نحو أربعة آلاف موظف في السودان بينهم 800 موظف دولي.
ودعت المنظمة الدولية إلى وقف القتال حتى تتمكن من استئناف برامجها لمساعدة المحتاجين.
ودعا الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى فتح ممرات إنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن آلاف المتطوعين المدربين جاهزون لتقديم المساعدات والرعاية، بما في ذلك سيارات الإسعاف والإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي.
وأشار مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أوتشا، إلى أن ما يقرب من ثلث سكان السودان أي نحو 16 مليون شخص كانوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في بداية العام الجاري، مع وجود 3.7 ملايين نازح داخل البلاد.
ودعا الدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية أطراف النزاع في السودان إلى احترام الالتزامات القانونية الدولية بما في ذلك الحق في الحصول على الرعاية الصحية والوصول إلى المرافق الطبية.
وأعرب عن القلق تجاه إغلاق عديد من المستشفيات في السودان، بسبب الهجمات ونقص الإمدادات المنقذة للحياة ونقص العاملين الصحيين ونقص الوقود لمولدات المستشفيات وانقطاع الكهرباء والمياه.
وقال في مؤتمر صحافي أن عدد القتلى في السودان بسبب الأعمال العدائية بلغ 270 قتيلا إضافة إلى 2600 مصاب، حيث تعرقل القيود المفروضة على حركة السكان سيارات الإسعاف والعاملين الصحيين وتعرض حياة الناس للخطر.
ودعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع أمس، طرفي النزاع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية فورا.
وحث الوزراء بعد اجتماع في اليابان -وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط- جميع الأطراف على إنهاء العنف فورا وتهدئة التوترات واستعادة الحكم المدني في السودان.
وأدلى جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني، البارحة الأولى، بتصريح مشترك مع أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي بشأن الوضع في السودان، حيث أعرب الجانبان عن قلقهما البالغ بشأن القتال والعنف الجاري، وضرورة العودة إلى المحادثات التي من شأنها أن تفضي إلى حكومة مدنية.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه أجرى مشاورات مع نظيره البريطاني حول الوضع في السودان، كما أكد أن البلدين قد أجريا اتصالات وثيقة مع شركائهما في العالم العربي وفي إفريقيا وفي المنظمات الدولية.
ودعا بلينكن إلى ضرورة أن تضمن أطراف النزاع حماية المدنيين السودانيين ومواطني الدول الأخرى، إضافة إلى وقف إطلاق النار فورا والعودة إلى المحادثات الواعدة التي من شأنها أن تضع السودان على مسار العودة إلى الانتقال التام لحكومة مدنية.
من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني أن المملكة المتحدة قد أجرت اتصالات مع شركائها في العالم العربي، لتأكيد النقاط التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا والعودة إلى المحادثات.
وأوضح كليفرلي أن المملكة المتحدة ستواصل العمل مع شركائها المقربين للوصول إلى تلك الغاية تجاه إحلال السلام وتحقيق ديمقراطية مدنية.