التشوه البصري من يبادر أولا؟
تستهدف مبادرة معالجة التشوه البصري التي أطلقتها وزارة البلديات والشؤون القروية والإسكان رفع مستوى جودة الحياة بتجميل المدن والمحافظات، وهو هدف يتمنى تحقيقه كل مواطن، والسؤال يقول كيف يمكن لنا تحقيق عدد أكبر من الأهداف وتعظيم الفوائد من هذه المعالجة؟
لماذا لا يتم ربط مبادرة معالجة التشوه البصري بالسلامة كأولوية: سلامة البشر، المواطن والمقيم الماشي والراكب، من كل مخاطر السلامة الموجودة على الطرقات والأحياء السكنية. السلامة مقدمة على الشكل مع أهمية الأخير، إلا أن من الممكن تحقق الهدفين في مسار واحد.
لدى وزارة البلديات أكثر عدد من الفروع "البلديات الفرعية"، بل إنها الأكثر مقارنة بكل الجهات الحكومية في المدن والمحافظات والقرى.
لماذا لا تبدأ وزارة البلديات في معالجة محيط كل بلدية فرعية، في العاصمة على سبيل المثال لكل عدد من الأحياء بلدية فرعية، ما هي أحوال الأرصفة في محيط إشراف هذه البلديات؟ هل جميعها تصلح للمشى للمبصرين فضلا عن ذوي الاحتياجات الخاصة؟ لو ركزت البلديات على أحوال الأرصفة المهشمة والنتوءات الحديدية من بقايا لوحات والطرق بما فيها من حفر خطيرة على المشاة وركاب السيارات، لحققت تقدما عظيما في معالجة التشوه البصري ورفع جودة الحياة بتحقيق متطلبات الحد الأدنى من السلامة.
ماذا عن حاويات النفايات في الأحياء السكنية وحالها الفوضوية وما تسببه من تشوه بصري بل خطرها عند تدفق الأمطار والسيول؟ كانت هناك مبادرة لأمانة مدينة الرياض بعنوان: "حي بلا حاويات" لمعالجة التشوه البصري طبقت على بعض الأحياء، لكنها توقفت لسبب لا أعلمه رغم جمال فكرتها وفوائدها المتعددة التي تتعدى إلى تغيير إيجابي في سلوك السكان عند التعامل مع النفايات، وهي ضمن مبادرة معالجة التشوه البصري في الأحياء السكنية، وطبقت هذه المبادرة على بعض الأحياء ثم توقف الحديث عنها.
كما أن من التشوه البصري المقرون بمخاطر السلامة صناديق الكهرباء المفتوحة وكابيانات الاتصالات المهملة، فمن واجب الشركات الكبيرة مثل شركة الكهرباء وشركة الاتصالات المبادرة إلى معالجة التشوه البصري الذي تحدثه غرف تحكمها المتناثرة.
إذا أرادت وزارة البلديات النجاح لمعالجة التشوه البصري لا بد أن تقدم القدوة للمواطن والمقيم في تحقيق شهادات امتثال للطرق والأرصفة وتصريف السيول أولا، حينها سيهب الجميع من مواطنين وقطاع خاص للإسراع والمبادرة في استيفاء شهادة امتثال المباني.