البلاغات تعامل بسرية تامة
أكوام مهولة من الحبوب المخدرة تحبط تهريبها مكافحة المخدرات السعودية بالتعاون مع الجمارك وتقبض على مستقبليها ورجال الأمن يقبضون على مروجين معظمهم من الجنسيات الوافدة، ومن حبوب الكبتاجون إلى الشبو والحشيش، أصبح من المعتاد في الآونة الأخيرة أخبار إحباط جرائم التهريب مع تفنن المهربين في حشرها بمختلف البضائع من الرمان الملغم إلى أحجار التشييد وأفران الطبخ والملفوف والبصل، كل ما لا يخطر على البال، وتعدد المنافذ المستهدفة للتهريب من الشمال إلى الشرق والغرب والجنوب.
والدولة أيدها الله رفعت وتيرة الحرب على المخدرات وتهريبها وترويجها توعية وضبطا وشفافية في الإعلان عن هذه الجرائم ولا بد من أسباب لهذه الإجراءات التي جندت لها الدولة مختلف الجهات ويبدو -والله أعلم- أن جرائم محاولة التهريب زادت معدلاتها وكمياتها مقارنة بالأعوام السابقة، ما استدعى مزيدا من تسخير الجهود بالمرصاد لها.
لسنا بحاجة إلى ذكر أخطار المخدرات بأنواعها على المجتمع والوطن وبلادنا تواجه حربا شعواء قذرة من المؤكد مع أحجام وعدد وتنوع جرائم التهريب، ووراءها دول ودويلات واستخبارات وميليشيات وعصابات منظمة، لها أعوان في الداخل والخارج.
ولا بد من البحث عن أسباب زيادة معدلات محاولات التهريب فمن السهل القول: إن هناك طلبا وقوة شرائية لكن هناك مجتمعات أخرى أيضا لديها ذلك ولا تواجه مثل هذه الحرب والتركيز والتوقع أن مع البحث عن المال الحرام وإضعاف المجتمع ومحاولات تفكيكه أيضا أهدافا أخرى مع هذا الزخم من محاولات التهريب كما وكيفا حيث يستهدف انفتاح الاقتصاد وخطط تنويع مصادره بإرباك تدفق السلع في الموانئ والمنافذ واستنزاف جهود مختلف الجهات المعنية. ومعلوم أن سورية ولبنان بؤرتا تصنيع للحبوب المخدرة في الشرق الأوسط وربما العالم وهما من مصادر الدخل الرئيسة للميليشيات الإرهابية بمختلف مسمياتها وأيضا العراق يشكو من تزايد تعاطي مخدر الشبو وإيران وأفغانستان الحشيش والأفيون وغيرها. وهناك اتفاقيات وقعت عليها الدول العربية والأمم المتحدة للمكافحة لكن من يصدق في تطبيقها. لأن تهريب المخدرات شكل من أشكال الحروب. ويخطر في ذهني سؤال هل تفتش البضائع من قبل منافذ الدولة المصدرة مثلما تفتش في منافذ الوصول؟ إذا كانت لا تفتش فتلك مصيبة أما إذا كان يجري تفتيشها فالمصيبة أعظم مع كميات المخدرات التي ينجح رجال الجمارك والمكافحة في ضبطها.
تبقى نقطة جوهرية وهي تأشيرة الزيارة فمع كل ضبطية يظهر أن هناك مهربا دخل البلد بهذه التأشيرة والاقتراح أن يتم ترشيد التأشيرات وتشديدها مع الجنسيات التي يتكرر ويكثر استغلالها هذه التأشيرة ومثيلاتها.