تخبيب الموظفين
مع التطور السريع في عالم الوظيفة أصبح تنقل الموظفين بين القطاعات عامل جذب وممارسة طبيعية، خصوصا للفئات التي تبحث عن التميز والترقي. لعملية الانتقال إجراءات إدارية واضحة بين العرض والطلب، لكن حاليا ظهرت موجة التنقل السريع بين القطاعات بممارسات قد تكون غير مهنية.
كان الباحثون في علم إدارة الموارد البشرية يؤكدون أن التنقل الوظيفي الصحي يكون بعد مضي أربعة أو خمسة أعوام، وهذه مدة معقولة يكون فيها الشخص اكتسب مهارات وخبرات متنوعة. لكن الوضع اختلف حاليا وأصبح التنقل بعد عام أو عامين أمرا مقبولا، بل وأصبح أمرا طبيعيا. وفي نظري الشخصي أن النسبة ستزيد بعد أن يتم تحول جميع موظفي الدولة إلى نظام التأمينات الاجتماعية، نظرا لسهولة التنقل بين القطاعات.
هذا التحول السريع في التنقل بين الوظائف أسهم في تنقل -المتميزين- من خلال العروض التي تتساقط عليهم بطرق نظامية وأخرى ربما غير نظامية. فهل ما يقوم به أصحاب العلاقة في المنظمات من مقابلة المتميزين وغيرهم وإغرائهم بالعروض المالية والمميزات الأخرى من أجل ترك وظائفهم الحالية يندرج تحت التخبيب الوظيفي؟
من المعروف أن التخبيب يقصد به قيام شخص ما بإفساد رابطة بين شخصين مستخدما أساليب مختلفة. فهل يحق لصاحب العمل المتأثر من ترك الموظفين أعمالهم أن يغضب ويجرم هذه الممارسات؟ حقيقة تحتاج إلى رأي قانوني مختص للإجابة عن هذا التساؤل.
عموما، المتميزون يخطبهم أرباب العمل ويحبون قربهم والعمل معهم. ورغم تميزهم إلا أنهم مصدر قلق، كون ضمان بقائهم غير أكيد لتميزهم وتوهجهم. بالمختصر، التنقل بين الوظائف ممارسة صحية، تكسب الفرد تجارب وخبرات ومهارات وأيضا علاقات، فالمياه الراكدة دائما آسنة.