مارشال أول رئيس لقسم الاقتصاد

ألفرد مارشال من أكثر الاقتصاديين مساهمة في تطوير علم الاقتصاد الكلاسيكي الجديد، إشارة إلى مرحلة أخرى في تطوير العلم تلت مساهمة آدم سميث وجيله، مثل الفرنسي سي. مدرسة تحولية سادت علم الاقتصاد في نهاية القرنين الـ19 والـ20. تركز هذه المدرسة على دور العرض والطلب في تحديد الأسعار، ودور الأسعار في توظيف الموارد الاقتصادية بفاعلية. ولد مارشال في لندن 1842 لأب إنجليزي يعمل صرافا في بنك، وأم إنجليزية من أسرة فنانة. في 1860 درس الرياضيات والآداب في جامعة كامبريدج، وتعلق بعلم الاقتصاد وبعد تخرجه بدأ يعلم الاقتصاد، إلى أن انتقل إلى جامعة برستول 1865، ثم عاد وأصبح أستاذ الاقتصاد السياسي في كامبريدج 1885، وجاء تعيينه مع تأسيس أول قسم لدراسة الاقتصاد في بريطانيا في جامعة كامبريدج. قسم تبعه فيه أعمدة اقتصاد مثل آرثر بيقو وجان كينز.
ربما أهم مساهمة لمارشال كانت في فكرة التحليل الحدي marginal anaylsis لشرح تصرفات الأفراد والشركات، الذي عادة يوظف لتقدير تكلفة أو منفعة إنتاج أو استهلاك وحدة من البضائع أو الخدمات. لذلك نظريا تستمر الشركة في الإنتاج حتى تتساوى التكلفة الحدية مع المنفعة الحدية. ربما أيضا بسبب التوسع في توظيف الرياضيات في الاقتصاد جاءت مساهمة أخرى في تقنين فكرة مرونة الطلب، التي تقيس مدى التغير في الطلب لكل تغير في السعر. فكلما ارتفعت المرونة ارتفع الإنتاج لكل زيادة في السعر. أفكار قد تكون بدهية لكن مارشال، ربما أول اقتصادي يطورها إطاريا ويصفها رياضيا. من مساهمته أيضا تطوير الرسم الذي يشرح العلاقة بين العرض والطلب كأول الرسوم البيانية التي يتعلمها طلاب الاقتصاد في المراحل الأولى. جاء اهتمامه منصبا على ما يسمى اليوم، الاقتصاد الجزئي، المتعلق بتصرفات الشركات واقتصادات إدارتها للموارد والأسعار. أهم كتبه كان "مبادئ الاقتصاد"ـ في 1890 حيث أصبح الكتاب الرئيس لتعليم الاقتصاد لعقود، عنوان استخدمه كثير بعده في تأليف كتب الاقتصاد لأغراض التعليم، من أفضل الاقتباسات التي ربما جاءت كدفاع له عن توظيف الرياضيات في الاقتصاد حين قال، "جاء توظيف الرياضيات لاختصار الأفكار، وليس طريقا للتساؤلات الاقتصادية"، أيضا قال، "قوانين الاقتصاد تقارن بقوانين المد والجزر، وليس مع قوانين الجاذبية". أيضا قال "إن أهم استثمار في البشر".
في 1875 قام بزيارة أمريكا ليقف على الأوضاع الاقتصادية هناك على أثر تقدم أمريكا الاقتصادي كقوة صاعدة. وكتب بعدها كتابه الثاني عن التجارة والصناعة.
تزوج ميري بيلي في 1877 التي أيضا كانت تعلم الاقتصاد في جامعة كامبريدج، وشاركته في أول كتبه حول اقتصادات الصناعة في 1879. لم يخلفا أطفالا واستمرت علاقتهما طيبة إلى أن توفيت. كان لها دور في مشاركته الدراسة والتدريس ونقاش أفكاره. كان محافظا ووصف بأنه انعزالي بعض الشي، إلا أنه كان مشاركا في بعض النشاطات الاجتماعية التي في الأغلب تميل إلى الطرح اليساري. توفي في كامبريدج في 1924.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي