القيادة بذكاء لا جهد
لا شك أن الخبرات الإدارية والتنوع الوظيفي والتدرج المهني تكسب الشخص مهارات نوعية قادرة على أن تجعله يدير المنظومة بكل يسر وسهولة وهذه مرحلة لا تأتي إلا لفئة نادرة بعد جهد جهيد وذكاء. فهل كل من مر بتلك التجارب يكون جاهزا للقيادة؟
في عالم كرة القدم هناك مصطلح معروف ومتداول وهو "اللعب على الواقف"، بمعنى أن اللاعب لا يبذل جهد وسط الملعب لكن له لمسات تصنع العجب. فمثلا لاعبو كرة قدم مثل كريستيانو رونالدو وميسي يلعبون "أحيانا" بأقل الجهد لكن لديهم لمسات ساحرة تغير مجرى المباريات. هذا المصطلح ينطبق تماما على القادة الخبراء.
يكفي القائد الذي مر بالتجارب أن يدير المنظمة على الواقف من خلال القرارات الاستراتيجية وإدارة العمل عبر صنع واتخاذ القرارات التي لها رنين. كما أن في الملعب لاعبين يركضون في المستطيل الأخضر دون نتائج مرجوة. هناك أيضا موظفون ومديرون يعملون ليل نهار وبهجد عال، لكن الأثر الذي يصنع التميز ضعيف أو لربما غير موجود.
هنا يأتي دور القيادة الساحر من خلال التأثير في المنظومة ببضعة إجراءات كفيلة بوضع بصمة نوعية لا مجرد مرور الكرام. وهذا الذي يجب أن ينتبه له القادة الذين يبحثون عن التميز من خلال الأداء النوعي فالكيف أهم من الكم والعمل بذكاء لا الجهد أصبح من أهم الأدوات الحديثة للقادة.
تتنوع المقولات وتتعدد الآراء وتختلف المدارس حول سحر القيادة، لكن الأغلب يتفق على أن القائد هو من يطل خفيفا بقرارات ثقيلة لها تأثير كبير. بالمختصر من يصل إلى مرحلة القائد الذي يدير العمل على الواقف، فقد وصل إلى مرحلة من النضج والإبداع الإداري.