مرحلة غير مسبوقة للرياضة السعودية
إطلاق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، مشروع الاستثمار وتخصيص الأندية الرياضية، هو بمنزلة نقلة نوعية للقطاع الرياضي في المملكة، وتسجيل لتاريخ جديد للرياضة السعودية، ما هو المشروع؟ "يتضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في المرحلة الحالية مسارين رئيسين، أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءا من الربع الأخير من 2023".
يهدف المشروع إلى إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصاد رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، ورفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية. تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل "عشرة" دوريات في العالم. زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من ثلاثة مليارات إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال.
القطاع الرياضي أو بالأحرى الأندية الرياضية المختارة النصر والاتحاد والهلال والأهلي أمام فرصة ذهبية وتحد للاستفادة من هذا المشروع الطموح، والتحدي يكمن في توافر القدرات الإدارية التي تستطيع مواكبة المشروع والامتثال لشروطه لتحقيق مستوى عال من الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية، للوصول إلى قطاع رياضي مستدام، فمع امتلاك صندوق الاستثمارات العامة 75 في المائة من رأسمال شركة النادي، هناك تمثيل للنسبة الباقية 25 في المائة لمؤسسة النادي غير الربحية ـ التي أعلن تأسيسها ـ بواقع اثنين من سبعة أعضاء لمجلس إدارة شركة النادي، ولا بد هنا للأندية من الزج بأفضل الكفاءات الإدارية لديها، خاصة أن أهم الصعوبات وهي التمويل والبحث عن رعاة وتطوير البنية التحتية بشكل عام، ستكون إدارة الصندوق بخبراتها حاضرة لتوليها.
والمشروع حدد أنه في الربع الأخير من العام الحالي سيتم طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص. ربما الأربعة أندية الكبار في كرة القدم أو بعضها.
يمكن القول إن القطاع الرياضي السعودي بدأ العد التنازلي لوداع الارتجالية والمزاجية الإدارية في إدارات الأندية الرياضية، والأعوام القليلة الماضية كانت مرحلة تجارب إدارية أخفقت فيها إدارات بعض الأندية ونجحت أخرى وثالثة "دلو ماء ودلو طين"، لكن المستقبل مبشر بتوفيق الله تعالى.