إصلاح محتوى مشاهير الـ..!

سماهم البعض "مشاهير الفلس" لكن هذا لم يفت في عضدهم بدليل استمرار كثير منهم في نشر محتوى هابط أو معيب وربما يجمع معه الإيذاء لآخرين أحيانا يصل إلى تشويه مجتمع أو فئة بأكملها. عدم وجود ضوابط رادعة واضحة الحدود في وسائل التواصل على اختلاف منصاتها جعلها في وضع فوضوي وشجع هؤلاء على الاستمرار والتوالد، ومنصات التواصل مستفيدة من هذا الواقع حيث يتوافر لها مادة وبثوث دائمة "التجدد" بما يضمن بقاء المتلقي أو المشاهد على اتصال مستمر.
والسؤال كيف يمكن إصلاح محتوى هذه الحسابات أو على الأقل الحد من الضرر البالغ متعدد الجوانب الناتج مما يبث فيها وتقليدها من آخرين؟ خاصة أن مفاتيح هذه المنصات على اختلافها في الخارج وتملكها شركات الإنترنت العملاقة المستفيدة الأولى من تزايد عدد متابعيها.
معلوم أن هوس أصحاب هذه الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يلف ويدور حول جمع أكبر عدد من المتابعين و"المشاهدات" والتفاعل معهم. وهذا الهدف ليس إلا وسيلة للوصول إلى الإعلانات والتكسب المادي. المعلن على وسائل التواصل سواء كان منشأة صغيرة أو كبيرة يبحث عن الحسابات الأكثر متابعة ـ حتى لو كان جزء منها وهمي المتابعين ـ ومع الأسف لا يهتم كثيرا بمحتوى هذه الحسابات، فالواقع أن الانفلات تغلب على التعقل والمثير تفوق على المفيد والكثرة غلبت كل شيء.
فكرة الحد من الضرر جاءت من أحد أصدقاء تويتر من المتابعين وهي على بساطتها أعتقد أنها ناجعة وستحقق تأثيرا ملحوظا بل إنها ستخفف من الضغوط على الجهات التي تنشغل كل يوم بمطالبات التدخل لإيقاف هذا أو ذاك، وهي مهداة لوزارة الإعلام وهيئتها "المرئي والمسموع"، في المقام الأول.
الصديق شعلان اقترح فصل الحسابات الشخصية عن الحسابات التي يسمح فيها بالإعلانات، بمعنى عدم الخلط بين الشؤون الشخصية والعامة فإذا كان صاحب أو صاحبة الحساب من هواة الطقطقة وبث يومياته الخاصة أو استغلال الأطفال أو البسطاء في محتواه لا يسمح له بالإعلان في هذا الحساب أو القناة، وأعتقد أنه إذا تم تطبيق مثل هذا الإجراء سيحد بشكل ملحوظ من هذا الهوس والتفنن في اختلاق محتويات هابطة أو مسيئة لجذب المشاهدات وربما يقلل من عدد المتأثرين بمثل هذه المحتويات السلبية، بمعنى عصفورين بإجراء واحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي