التعداد وعزوف الشباب عن الزواج
البيانات الواردة الإحصائية عن نتائج عدد السكان للعام الماضي دلت وبشكل واضح على أن هناك كثيرا مما نحتاج إلى مراجعته في الفترة الحالية وإعدادا للمستقبل، وربما تنخفض الأعداد مع الوقت لأسباب أهمها عزوف الشباب عن الزواج الذي يلاحظه أغلبنا، وهذا له من الأثر ما يمكن أن يجعل التخطيط للمستقبل أمرا أكثر صعوبة.
التجمع السكاني في مناطق معينة وزيادة أعداد السكان بنسب متفاوتة أمر مقلق كذلك، وعندما عملت الدولة على نشر التعليم الجامعي ودعم الاستثمار وتوزيع الخدمات بشكل عام، كانت تهدف لتنمية متوازنة ومتوازية بين مختلف المناطق. هذا يبدو من الأمور التي تحتاج إلى مزيد من البحث والتخطيط باستخدام وسائل أكثر تحفيزا للاستقرار في المناطق التي تنخفض فيها أعداد السكان.
الانخفاض يبدو أنه من كل الفئات، فرغم توجه المتقاعدين في أغلب دول العالم نحو الريف والمدن الأصغر، نجد متقاعدينا أكثر التصاقا بالمدن الكبيرة، وهنا موقع دراسة مهم لمعرفة الأسباب، ولعل توفر الخدمات والسياحة والاستفادة من المزايا الموجودة في المناطق الساحلية والجبلية يكون دافعا لتوجه مختلف لدى كبار السن. مع ملاحظة مهمة وهي ضرورة توفير خدمات صحية متطورة في تلك المناطق حسب ما يقلق كبار السن صحيا.
لا تزال نسبة صغار السن مرتفعة جدا، حيث بلغ تعداد من هم دون الـ15 نحو 24 في المائة من السكان وهذا يضيف مسؤولية أكبر حيال إعداد البنى التحتية في المجالات التي تخدم هذه الفئة، كما أنها ستسهم بلا شك في دعم عمليات التخطيط للمستقبل الذي يمكن أن يكون له الأثر المهم في الخدمات والمرافق الترفيهية والعملية. إن وضوح الرؤية بالنسبة لهذه الفئة هي الداعم الأكبر لتحقيق اختراقات علمية وتقنية، فهم رواد المستقبل وسيواجهون تحديات مختلفة جدا عن الأجيال التي سبقتهم بحكم التطور والتوسع الهائل في استخدامات وتطبيقات الحاسب وما يتفرع عنه من علوم مستحدثة.
تمنيت أن يكون التقسيم أكثر دقة بحيث نتحدث عن بدء سن العمل من الـ20، فليس هناك من المواطنين من يعملون في سن الـ15 إلا في حالات نادرة جدا. هذا سيغير بلا شك الأرقام بشكل كبير، لكن المؤكد أن الإحصائيات التفصيلية ستكون أكثر توضيحا لما تكتنفه التصنيفات التي ظهرت خلال اليومين الماضيين.