أسواق النفط توازن المخاوف الاقتصادية بتقليص المعروض .. تزايد الرهانات الصعودية

أسواق النفط توازن المخاوف الاقتصادية بتقليص المعروض .. تزايد الرهانات الصعودية
السحب الأسرع من المتوقع من المخزونات يجب أن يوفر الكثير من الدعم لأسعار النفط.

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في الوقت الذي توازن فيه الأسواق بين المخاوف بشأن الطلب في الولايات المتحدة وتعهد الصين بدعم النمو الاقتصادي وتراجع الإمدادات الروسية وانخفاض المخزونات الأمريكية.
وكان كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت قد تراجعا في تعاملات مبكرة أمس قبل أن يتعافى، حيث يزن التجار المخاوف الاقتصادية ويقلصون العرض.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن السحب الأسرع من المتوقع في مخزونات النفط الخام والبنزين يجب أن يوفر كثيرا من الدعم لأسعار النفط، مشيرين إلى أنه لا تزال المخاوف الاقتصادية تلقي بثقلها على أسعار النفط، مع توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة في اجتماعه في 26 يوليو الجاري.
وذكر المحللون، أن تقلبات الأسعار تواصلت مع استمرار المشاركين في السوق في الضغط على شح المعروض، وتعهدات التحفيز الصينية الجديدة ضد المخاوف من تباطؤ الاقتصادات المتقدمة وسط رفع أسعار الفائدة.
ونوه المحللون إلى أن المشاركين في السوق بدأوا في فك بعض الرهانات الهبوطية السابقة على النفط الخام، بعد أن أشارت (أوبك) إلى أنها لن تتخلى عن مواصلة جهود دعم استقرار السوق، وتحفيز ارتفاع أسعار النفط لدفع الاستثمارات خاصة في مشاريع المنبع.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف، مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة، إن المخاوف بشأن الاقتصادات الأمريكية والأوروبية إلى جانب النمو الصيني الأقل من المتوقع في الربع الثاني تستمر في الضغط على الأسعار نزولا على الرغم من أن معهد البترول الأمريكي، أشار إلى تقلص مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية، حيث تدعم السحوبات أسعار النفط.
ونوه إلى أن السوق قلقة باستمرار بشأن نمو الاقتصادات الأمريكية والأوروبية، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيس بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 26 يوليو الجاري.
ومن جانبه، يقول سلطان كورالي، المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، إن أسعار النفط الخام تلقت دعما من التعهد الصيني بأن الحكومة ستطبق سياسات أكثر فاعلية لاستعادة وتوسيع الاستهلاك في أقرب وقت ممكن.
ولفت إلى أن صادرات النفط الخام الروسي تظهرعلامات على التراجع للأسبوع الثاني على التوالي، ويقدر أنها هبطت إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، لافتا الى تزايد التوقعات بأن "أوبك+" ستبقي هذا السوق مشدودة طوال الصيف.
من ناحيته، يقول جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، إن التجار يقيمون وضع الاقتصاد الكلي في الصين ويقلصون المعروض العالمي من النفط الخام.
وأشار إلى أن عودة صناديق التحوط ومديري الأموال الآخرين إلى حشد وزيادة الرهانات الصعودية على النفط الخام، حيث يتوقعون أن تؤدي التخفيضات إلى وضع حد أدنى للأسعار.
بدورها، تقول ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام، إن التضخم الأمريكي جاء أقل من المتوقع، ما عزز ارتفاع السوق والذي شهد اختراق خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ مايو الماضي.
من ناحية أخرى، تجاوز خام برنت 80 دولارا للبرميل أمس مدعوما بتعهد الصين بدعم النمو الاقتصادي والتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيتوقف قريبا عن رفع أسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 13:25 بتوقيت جرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتا إلى 80.26 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 51 سنتا إلى 76.26 دولار للبرميل.
وتعهدت لجنة التنمية الوطنية والإصلاح المعنية بالتخطيط في الصين الثلاثاء بوضع سياسات "لاستعادة وتوسيع نطاق" الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما قد يعزز الطلب على النفط.
وأظهر تقرير صدر في الولايات المتحدة ارتفاع مبيعات التجزئة بأقل من المتوقع في يونيو، ما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة.
وفي دلالة إيجابية أخرى، أشار كلاس نوت، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إلى أن رفع أسعار الفائدة بعد اجتماعه الأسبوع المقبل "ليس مؤكدا بأي حال من الأحوال".
على جانب العرض، أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي.
في الوقت نفسه، قالت وزارة الطاقة الروسية إنه من المتوقع أن تخفض روسيا صادراتها النفطية 2.1 مليون طن متري في الربع الثالث من العام، تماشيا مع خفض طوعي مزمع للصادرات بمقدار 500 ألف برميل يوميا في أغسطس.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام (أوبك) وسجل سعرها 80.33 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 80.05 دولار للبرميل فى اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وأن السلة كسبت نحو دولار واحد، مقارنة بالأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 79.68 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة