ذكاء حراري
ألا يستحق التبريد مركزا للأبحاث والابتكار والتطوير التقني، التبريد يشمل التكييف وغيره من احتياجات نعرفها في بلادنا الصحراوية، قطاع في غاية الأهمية والضرورة نعرف قيمته جيدا في هذه الأشهر من كل عام، فلم يعد من الممكن تخيل العيش دون تبريد وتكييف.
ارتفاع درجة الحرارة هو الشغل الشاغل للعالم هذه الأيام والتركيز في الأخبار على أنه بسبب وحيد، "التغير المناخي" معروفة أهدافه، لكن ليس هذا موضوع المقال بل غرضه طرح فكرة واقتراح يتعلق بمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في بلادنا لأشهر طويلة من العام، والاقتراح باختصار، العمل على أن تكون المملكة مركزا عالميا لتقنيات التبريد والتكييف، ويمكن اختيار أكثر منطقة أو مدينة حرارة في الصيف، لتكون موقعا للمركز المقترح، ويمكن أيضا تسويقه عالميا بفعاليات تقنية سنويا، الغرض منها توطين هذه التقنية محليا والعمل على تطويرها واستقطاب العقول النابهة التي تسهم في إحداث اختراقات تقنية، تخفض تكاليف إنتاج المكيفات والمبردات وترفع مستوى الجودة وتقلل تكاليف الصيانة. وفاعلية الجذب المقترح تتم على سبيل المثال لا الحصر بعقد مؤتمر تقني سنوي في شهر ساخن يشمل جائزة أو جوائز للابتكارات الجديدة المؤثرة من خلال مسابقة للشركات العالمية المختصة في هذا الجانب، تجلب منتجات مختارة لعمل اختبارات قدرات لها تحت إشراف مختصين مؤهلين.
منذ عقود ولدينا مصانع للمكيفات بأنواعها الصحراوي الذي يعتمد على الماء الشحيح وبنقاط ضعفه المعروفة مثل تكون الأملاح واحتياجه إلى صيانة ومراقبة مستمرة، إلى مكيفات الفريون التي أثبتت جدارتها مقارنة بغيرها لكنها مقيدة بحاجتها إلى قدرات كبيرة من الطاقة الكهربائية المكلفة.
لكنها أي الصناعة المحلية ما زالت تعتمد على التجميع لأجزاء الوحدة أما العناصر الرئيسة فيتم استيرادها وهي باقية حسب علمي على هذا الحال، والتجميع والتركيب في الصناعة يفترض أن يكون مرحلة تقود إلى التصنيع الكامل ثم التطوير إلى الأفضل، ولا شك أن هناك صعوبات تواجه توطين التقنية في هذا القطاع لكن بتوحيد الجهود ومركز أو مراكز للأبحاث والتطوير التقني، أعتقد أن بالإمكان إحداث نقلة في هذا القطاع الحيوي توطينا وتصديرا.
إننا نعاني ارتفاع درجة الحرارة أكثر من غيرنا بكل ما تحمله هذه الضغوط والاحتياجات من سلسلة طويلة من التكلفة المادية وحتى النفسية، فلماذا لا تكون الريادة لنا في تقنيات التخفيف منها؟