هل شاهدت لعبا نظيفا؟
لاعب يكلف النادي عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات يمكن أن يصاب ليصبح معطوبا في غمضة عين نتيجة تدخل عنيف أهوج من لاعب الفريق الخصم.
حتى لو افترضنا حسن النية، أي عدم تعمد إصابة اللاعب "وهي مسألة فيها نظر"، فإن الإصابة والعطب للاعب حدثا، وربما كانت نهاية مستقبله مع خسارة النادي التي أصبحت أمرا واقعا. ومع تحول كرة القدم إلى صناعة واستثمار رؤوس أموال ضخمة ولحماية اللاعبين وتشجيع اللعب النظيف، لا بد من تغيير في قواعد اللعبة يستهدف الحد من الخشونة وإبعاد اللاعبين الخشنين عن الملاعب، ليبحثوا عن عمل آخر يناسب قدراتهم.
كنت قد طرحت على تويتر سؤالا عن وجود تأمين على اللاعبين من الإصابات من عدمه خاصة مع تكاليفهم الباهظة، طبعا لا أعرف الجواب وهو موجود ـ حسب ظني ـ لدى من يحرر عقود اللاعبين ويوقع عليها ويفترض أنها موضوعة في الحسبان.
واللعب الخشن مرفوض ومسيء وهو ليس من الرياضة في شيء وهناك من يؤثر فيه ميوله لتسمية اللعب الخشن باللعب الرجولي، أما إذا حدثت إصابة للاعبه المفضل فإن "التشخيص" يتغير. جمال كرة القدم في الفن والمهارة واللعب الجماعي وهي لعبة يكثر فيها الاحتكاك، لذلك فإن حماية اللعبة واللاعبين وحقوق الأندية مسألة جوهرية.
تناقشت مع صديقي الخبير الكروي، حول هذه القضية التي أصبحت الشغل الشاغل للجمهور حتى الأندية ومدربيها، مع مقاطع متداولة لتدخلات عنيفة وإصابات شديدة للاعبين حولتهم إلى المستشفيات حتى صارت ظاهرة في بعض مباريات البطولة العربية "كأس الملك سلمان للأندية العربية". وخرجنا ببعض الاقتراحات في هذا الصدد أعرضها للاتحاد العربي والاتحاد السعودي لكرة القدم لعل فيها فائدة.
للحد من الخشونة في ملاعب كرة القدم يقترح التالي: تدخل عنيف من لاعب دون إصابة اللاعب الآخر يوقف اللاعب العنيف خمس دقائق خارج الملعب تأديبا وتحذيرا له ولغيره. عند إصابة لاعب بفعل تدخل عنيف من آخر يوقف الأخير عن اللعب بالمدة نفسها التي يستغرقها علاج اللاعب المصاب فلا يكتفى بالطرد في تلك المباراة فقط.
ولتشجيع اللعب النظيف يمكن تقديم جوائز مالية مغرية للأندية التي يحصل لاعبوها على أقل عدد من الكروت الحمراء والصفراء في أي بطولة وفق ضوابط محددة، لتشجيع إدارات الأندية ومدربيها لحث اللاعبين على اللعب النظيف. نأتي لحكام كرة القدم ودورهم الرئيس في منع الإصابات الخطرة بحيث يتم تصنيفهم حسب قدراتهم على ضبط المباريات.