تبادل الهجمات بالمسيرات بين موسكو وكييف .. ومناورات في بحر البلطيق
استهدفت طائرات مسيرة روسية العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة أوديسا خلال الليل، ولكن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت عشر طائرات منها استهدفت العاصمة ودمرت 23 طائرة مسيرة أخرى تم إرسالها لمنطقة أوديسا، وفقا لما قالته السلطات الأوكرانية صباح أمس.
وقالت قوات الدفاع الجوي إن بعض الطائرات المسيرة وصلت لمنطقة أوديسا، لتصيب البنية التحتية للميناء، ووفقا لتقارير إعلامية، وقعت انفجارات وحرائق في ميناء أزميل المطل على نهر الدانوب.
وذكرت الإدارة العسكرية للمدينة أن الهجمات على كييف وقعت من عدة اتجاهات. وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف إنه لم تقع خسائر بشرية أو أضرار مادية. وأضاف أن روسيا استخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة المدينة.
وتأتي الهجمات الروسية بعد يوم من إعلانها إحباطها هجوما أوكرانيا جديدا بواسطة مسيرات على موسكو والبحر الأسود، مع إقرارها بأن إحداها أصابت مبنى تجاريا في حي أعمال في وسط موسكو سبق أن استهدف نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تيليجرام إنه "تم إحباط" محاولة هجوم ليلي أوكراني بواسطة "آليات طائرة دون طيار على منشآت في موسكو ومنطقتها".
ومن جانب آخر، أعلنت روسيا بدء مناورات بحرية في بحر البلطيق، على خلفية تصاعد التوتر متصاعدة مع الدول الأوروبية بشأن الصراع في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن "مناورات أوشن شيلد 2023 البحرية، بدأت في بحر البلطيق"، مضيفة أن 30 سفينة حربية و20 سفينة دعم ستشارك إلى جانب نحو ستة آلاف عسكري. وأشارت إلى أن الهدف يتمثل في "التحقق من قدرة الأسطول العسكري على الدفاع عن مصالح روسيا الوطنية".
ومنذ شنت روسيا هجومها على أوكرانيا، حشدت الدول المطلة على بحر البلطيق صفوفها ضد موسكو. وفي السياق، طلبت كل من فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي تمكنت هلسنكي من تحقيقه، بينما لا يزال قيد التنفيذ بالنسبة إلى ستوكهولم.
وكانت موسكو قد فقدت خطوط أنابيب الغاز الاستراتيجية تحت الماء في بحر البلطيق، التي تربط أراضيها بألمانيا، بعدما تضررت بسبب انفجارات طالتها، وقررت أوروبا وقف اعتمادها على المحروقات الروسية لمعاقبة موسكو، وعدم تمويل مجهودها الحربي.
وأفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، بأنه على مدار الشهرين الأخيرين، بدأت روسيا على الأرجح في استحداث وتجهيز تشكيلات رئيسة جديدة لإضافة عمق لقواتها البرية، ومن بينها "الجيش الـ25 للأسلحة المشتركة". وأشار التقييم إلى أنه منذ الحرب، نشرت روسيا بشكل أساسي جنود احتياط تمت تعبئتهم لإعادة ملء التشكيلات القائمة، أو كجزء من أفواج مشاة الدفاع الإقليمي، موضحا أنها ونادرا ما تنشئ تنظيمات وهيئات جديدة ذات أسلحة كاملة، مثل جيوش الأسلحة المشتركة المصممة لتكون قوة ذات اكتفاء ذاتي.
ومن المرجح أن تنشر روسيا أي تشكيل جديد كقوة احتياطية في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن روسيا تتطلع، على المدى الطويل، إلى تعزيز قواتها لمواجهة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ولفت التقييم إلى أنه من غير المرجح أن تجد روسيا ما يكفي من القوات الجديدة لتزويد حتى جيش واحد جديد، دون موجة جديدة رئيسة من التعبئة الإلزامية.
واستدعت أوكرانيا وبولندا سفير الدولة الأخرى في غمرة خلاف نشب بعد أن قال مارسين برزيداتش، مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي، إن على كييف إظهار مزيد من التقدير لدعم وارسو في حربها مع روسيا.
وقال برزيداتش إن الحكومة البولندية يتعين أن تدافع عن مصالح المزارعين في البلاد في إشارة إلى حظر استيراد السلع الأولية الأوكرانية الذي سينتهي الشهر المقبل.
وأطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء من أجل الوحدة وسط المناوشات الدبلوماسية، قائلا إنه لا يمكن السماح بحدوث "صدع" في الدرع الذي قدمه الدعم البولندي القوي لأوكرانيا. وكانت كييف ووارسو حليفين وثيقين طوال الصراع الذي أطلقت شرارته الحرب الروسية في فبراير 2022.
وأفاد أوليه نيكولينكو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية بأنه تم إبلاغ السفير البولندي في الاجتماع بأن التصريحات عن عدم امتنان أوكرانيا المزعوم لمساعدة بولندا "غير صحيحة وغير مقبولة".
وقال بيان أوكراني "نحن مقتنعون بأن الصداقة الأوكرانية البولندية أعمق بكثير من النفعية السياسية. يجب ألا تثير السياسة الشكوك في التفاهم المتبادل وقوة العلاقات بين شعبينا". وبدورها استدعت بولندا السفير الأوكراني في وارسو ردا على "تعليقات ممثلي السلطات الأوكرانية"، كما جاء في تغريدة لوزارة الخارجية البولندية على منصة إكس، (تويتر) سابقا. ولم تحدد التغريدة التعليقات التي أشارت إليها.
وقال زيلينسكي، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، إن الخلاف كشف "مؤشرات مختلفة على أن السياسة تحاول أحيانا أن تكون فوق الوحدة". وكتب باللغة الإنجليزية "نقدر بشدة الدعم التاريخي لبولندا، التي أصبحت معنا درعا حقيقيا لأوروبا من البحر إلى البحر. ولا يمكن أن يكون هناك صدع واحد في هذا الدرع".
وأضاف "لن نسمح لأي مواقف سياسية لحظية بإفساد العلاقات بين الشعبين الأوكراني والبولندي، ويجب أن تهدأ المشاعر بالتأكيد".