أسواق النفط تواجه أخطارا هبوطية محدودة رغم التوترات الجيوسياسية
لا تزال الأخطار الهبوطية على أسعار النفط محدودة رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تشمل كبار المنتجين روسيا وإيران، التي أثارت مخاوف بشأن احتمال انقطاع الإمدادات، بحسب تقرير أورده "إف إكس ستريت".
سعر خام غرب تكساس الوسيط توقف عن ارتفاعه الذي استمر يومين، حيث تم تداوله حول 70.80 دولار للبرميل خلال ساعات التداول الآسيوية اليوم، كما انخفضت العقود الآجلة للخام في منتصف فترة التداول الآسيوية بعد أن أبقت الصين سعر الفائدة على قروضها دون تغيير للشهر الثاني.
شهد نشاط عقود النفط والغاز العالمية انخفاضًا 35 % على أساس ربع سنوي في إجمالي القيمة المعلنة، من 55.3 مليار دولار في الربع الثاني إلى 35.7 مليار دولار في الربع الثالث.
رغم النشاط المتراجع فإن أحجام العقود الثابتة، خاصة في الشرق الأوسط، كانت مدفوعة بمشاريع كبيرة، بحسب ماقالته شركة GlobalData، التي أبرزت في تقريرها عن عقود صناعة النفط والغاز أن إجمالي حجم العقود "ظل مستقرًا نسبيًا، مع 1519 عقدًا في الربع الثالث من 2024 مقارنة بـ 1546 عقدًا في الربع الثاني من 2024".
وفي سياق متصل، يقول مختصون ومحللون نفطيون لـ"الاقتصادية" إن خام غرب تكساس الوسيط استقر عند نحو 71 دولارًا مع ارتفاع الطلب من الصين والهند وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تؤثر في العرض.
وأشاروا إلى ارتفاع واردات الصين من النفط الخام مع استفادة مصافي التكرير من الأسعار المنخفضة، في حين ينمو إنتاج الهند 3% على أساس سنوي ليصل إلى 5.04 مليون برميل يوميا.
وفي هذا الإطار.. يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية: إن الأسواق قلقة ليس فقط بشأن الأضرار التي لحقت بموانئ النفط والبنية التحتية، التي يمكن أن تعطل إمدادات النفط الخام من منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا بشأن احتمال انتشار عدوى الحرب وتورط مزيد من الدول.
أرفي ناهار مدير النفط والغاز في شركة "ناهار" الدولية ترى أن السوق النفطية متوترة وصعب توقع المستجدات بها، مشيرة إلى تأكيد مجموعة Rapidan Energy Group بتأثر السوق على نحو كبير، بأخطار الاضطراب الجيوسياسي خاصة مع استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب لتضييق الخناق على صادرات الطاقة الروسية.
بدوره، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو اتش ايه" لخدمات الطاقة إن أسعار النفط تأرجحت بين المكاسب والخسائر الأسبوعية منذ منتصف أكتوبر الماضي في ظل قوة الدولار ووفرة العرض ومؤشرات على ضعف الطلب ما أدى إلى رياح معاكسة وفي الوقت نفسه تسببت التوترات الجيوسياسية في تحقيق مكاسب مؤقتة، لكنها فشلت في توفير دفعة ممتدة في مواجهة التوقعات واسعة النطاق بفائض من النفط الخام في العام المقبل.
تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين، في أعقاب مكاسب بنسبة 6% في الأسبوع الماضي، لكنها ظلت قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين قوى غربية وروسيا وإيران، المنتجين للنفط، ما أثار احتمالات باضطراب الإمدادات.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتاً أو 0.71% إلى 74.64 دولار للبرميل. وانحفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 49 سنتاً أو 0.69% إلى 70.75 دولار للبرميل.
وحقق الخامان أكبر مكاسب أسبوعية لهما منذ نهاية سبتمبر، وبلغا أعلى مستوى عند التسوية منذ السابع من نوفمبر، بعد أن أطلقت روسيا صاروخاً فرط صوتي على أوكرانيا في تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا، بعد ضربة شنتها كييف على روسيا باستخدام أسلحة أمريكية وبريطانية.