القردة والغربان
"تجري المعالجة.. ونتطلع إلى دعمكم".
تحت هذا السطر أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن عدد قرود البابون التي تمت "معالجتها" بلغ 3122، والرقم ضمن "عداد" يفترض أنه مرشح للزيادة. ولم يفصح المركز عن تفاصيل "المعالجة"! رغم استفسارات متابعين تطلب معرفة ما هي خطة المعالجة؟ ويبدو أنها خطة سرية ولأن القرود معروفة بالذكاء، ربما تطلع على الخطة وتضع خطة "بابونية" تحبط خطط المركز!
حينما تطلب دعم الجمهور لا بد أن تضعه في الصورة، وفيما عدا الإعلان عن "إبعاد القرود عن المناطق المأهولة"، لم يفصح عن شيء واضح، حتى الإبعاد لم يذكر كيف وإلى أين؟
الأمر الوحيد المعروف والمطلوب دائما من الجمهور هو عدم إطعام القرود، والجديد أن هناك مخالفة لمن يقوم بذلك 500 ريال، وتم بث صورة لسيارة طبقت عليها المخالفة.
الشفافية مهمة في إعلان تفاصيل خطة المعالجة لتمكين أفراد المجتمع من المبادرة للتعاون والدعم أيضا من المهم الاهتمام بتجارب المواطنين الذين يعانون أضرار كثرة القرود وانتشارها.
قبل عامين نشرت صحيفة "سبق" لقاء مصورا مع المواطن ناجي العبدلي من محافظة فيفاء جنوب السعودية، والذي ذكر أنه استطاع إبعاد القرود عن مزرعته نهائيا لأكثر من أربعة أعوام! من خلال جلب دمية نمر كبيرة تصدر صوتا ووضعها في أعلى صخرة في المزرعة، ويقوم بتغيير مكانها بين فترة وأخرى. ولعل الأخ ناجي مشكورا لو اطلع على هذا المقال يخبرنا عن تطور تجربته، وهل ما زال النمر صامدا أم أن ذكاء القرود اكتشف الحيلة، لكنها تجربة مهمة لينظر فيها الإخوة في المركز الوطني للحياة الفطرية، وهي لا تكلف كثيرا، دمى لنمور وضباع والخبرة محلية.
والمركز الوطني أعلن مبادرة لمكافحة الغراب الهندي في محمية جزر فرسان، وقال في رد على أحد المتابعين في حسابه على "تويتر سابقا"، إن هناك خطة لمكافحة طائر المينا.. الشرس.
هناك تجربة سابقة ـ قبل أعوام ـ لمحافظة جدة حيث عانت تكاثر الغراب الهندي ورصدت ملايين لاجتثاثه. لا أعرف مدى نجاح تلك الخطة وهل عاد الغراب الهندي إلى جدة.
الطيور والنباتات الغازية بحاجة إلى اهتمام أكبر، وأقترح أن يستفاد من الإخوة الشغوفين بالطيور والنباتات وهم كثر، وبعضهم أصدر كتبا جميلة وفيها جهد كبير. الاقتراح أن يكلفوا برصد الطيور والنباتات الغازية ومواقعها، هذا يتكامل مع عمل المركز وفيه تطبيق لمشاركة المجتمع لتحقيق نهضة بيئية.