قيمة الجوائز الحكومية في الشركات

فوز الشركات بجائزة حكومية مرموقة فرصة قيمة للشركات والمؤسسات لترويج نفسها وزيادة مستوى الوعي بعلاماتها التجارية وفي الوقت نفسه تعزز من السمعة وكسب ثقة المستهلكين، ومن الأمور الملاحظة في الوسط الاستثماري ـ على سبيل المثال ـ أن الفوز بالجوائز يتيح فرص توليد شراكات جديدة مع الشركات الأخرى ومع الجهات الحكومية، أي أن هناك ثقة تعزز من قدرتها على تحقيق عوائد مالية بما في ذلك الحصول على التمويل الإضافي من المستثمرين والبنوك، والجوائز الحكومية لا تعد بالضرورة مؤشرا إلى نجاح الشركة بالكامل، ولكن لها وزن في تقييم أداء الشركة.
أما على مستوى الحكومات، فالجوائز التي تقدمها لقطاعها الخاص تسهم في فهم أفضل لمتطلبات القطاع الخاص وتطوير سياسات حكومية أكثر فاعلية ومواكبة للتطورات، وفي الوقت ذاته الجوائز تشجع الشركات على الابتكار والبحث والتطوير في سبيل معالجة التحديات أو اكتشاف مسارات جديدة كما أن لها تأثير، أي الجوائز الوطنية في القطاع الخاص، في مؤشرات جودة بيئة الاقتصاد والاستثمار في البلد والتنافسية على رأس المال البشري والأموال الاستثمارية الأجنبية ـ ثم إن الجوائز الحكومية للشركات أسلوب يبين العلاقة الإيجابية بين القطاعين العام والخاص، وتعد لدى الاقتصاديين من أدوات التحفيز غير المباشرة مثل تحفيز توظيف القيادات الوطنية وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، أي أن الجوائز الوطنية ليست ترفا بل ضرورة تحفيزية، كما توفر الاعتراف الرسمي للشركات من قبل الحكومة للتدليل على جودة أعمالها في مجال الجائزة، وهذا ما يفسر سعي بعض الشركات للحصول على الجوائز الحكومية بأي ثمن، كما أن للجوائز الحكومية للشركات منافع في أمور إضافية، مثل الحد من تفاقم الفجوات بين الشركات في تصنيف الجائزة والحد كذلك من تقوية التركيز الاقتصادي في يد القلة.
واحدة من الجوائز الحكومية المميزة في تشجيع القطاع الخاص، هي جائزة العمل من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وتم إطلاقها في 2021 وما زالت مستمرة في تكريم منشآت القطاع الخاص الأفضل في التوطين وتحسين بيئة العمل وتطوير المهارات والتدريب، كما أن الجائزة تكرم الرؤساء التنفيذيين الأكثر قدرة على زيادة أرباح شركاتهم وإيجاد مزيد من الوظائف لسوق العمل، وهي واحدة من أهم المنافع التي تعود على الاقتصاد من الجائزة.
تأتي النسخة الثالثة للجائزة في 2023 بأربعة مسارات مختلفة. يتضمن المسار الأول "مسار التوطين": تكريم المنشآت الأفضل في توظيف السعوديين واستدامتهم.
ويتضمن المسار الثاني "مسار بيئة العمل": تكريم المنشآت الأفضل في توفير بيئات عمل محفزة وملائمة وصحية.
ويتضمن المسار الثالث "مسار المهارات والتدريب": تكريم المنشآت الأفضل في تطوير وتدريب الموظفين.
ويتضمن المسار الرابع "مسار الرئيس التنفيذي": تكريم الرؤساء التنفيذيين.
في الختام: تشجيع رؤساء مجالس الإدارات والملاك، شركاتهم ومؤسساتهم للمشاركة يعد من أساليب التطوير غير المباشرة، ولا سيما أن الاستعداد للجوائز يعني إصلاحات داخلية واسعة تزيد من قيمة المنشآت مستقبلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي