أشهر اقتصادي هندي

أمريتا سن Amaryta Sen اقتصادي هندي اهتم باقتصادات التنمية من زاوية الرفاهية، لذلك تعامل مع تداخلهما مع الأخلاق والخيارات المجتمعية. ولم يكن منظرا فحسب، بل اهتم بالسياسات العامة في التعامل مع نقص المساواة والفقر والتطور البشري.
وُلد أمريتا في 1933 في ولاية غرب البنجال في الهند لعائلة مميزة، فوالده كان أستاذ الكيمياء وأمه ناشطة اجتماعية، لذلك عاش في بيت ناشط علميا وفكريا، ما أثر في دائرة اهتماماته. تعلم في جامعه فسيفا ـ باهراتا التي أسسها الشاعر الهندي المعروف طاغور ـ تركيز الجامعة كان على ثقافة المسؤولية الاجتماعية، أضاف بعدا آخر في تطوره الفكري والثقافي. لكنه أكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد في كلية برسدنسي في كالكوتا. ثم حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من كلية ترنتي في جامعة كيمبردج.
في أثناء وجوده في كيمبردج تأثر بالأفكار الاقتصادية لجوان روبنسون وكالد، خاصة في الاهتمام بالعدالة المجتمعية، التي شكلت محور اهتماماته.
علم الاقتصاد في كيمبردج، ثم أكسفورد، ثم كلية لندن للاقتصاد، وكذلك في هارفارد من 1988 إلى 1998، ربما خلفيته الاجتماعية من دولة نامية وفيها تنوع بشري أعطته رؤية وتجربة تختلف عن المألوف، لذلك جاء اهتمامه بتقاطعات الاقتصاد والعدالة والأخلاق والتنمية. هذا مكنه من تحدي الأفكار السائدة، فمثلا رأى أنه لا يمكن اختزال سياسة الرفاهية الاجتماعية في نموذج واحد، لأن درجة الحرية تختلف، وقدرات الأفراد في الخيارات العقلانية تختلف. لذلك كان تركيزه على اختلافات العامة المستهدفين بالرفاهية مختلفا، ما أثر في التفكير في قصور كثير من البرامج، وبالتالي تصميم بعض السياسات التي أخذت بنظرياته في تصميم وقياس برامج مختلفة. لكن أيضا نظرياته لاقت نقدا، خاصة في التطبيق، لأن توازن الخيارات المختلفة صعب دون برامج موحدة، وحين تضيف بعد الحرية الفردية تصبح البرامج صعبة التنفيذ والقياس.
كان رده على هذا النقد أن على الإدارات العامة الفاعلة تحري الدقة في التنفيذ والاستماع المباشر للمستفيدين لكي نكسب دورهم في صنع القرارات، وبالتالي يسهل التنفيذ.
الحقيقة، أن هذا الجدل لا بد أن يستمر، لأن الضغوط الاجتماعية لا بد أن تتقاطع مع اختلاف استعدادات العامة في القدرات ونقاط البداية والثقافات السائدة والكفاءة المجتمعية.
ربما من أهم مساهماته كانت في توسيع مدى الحريات بتفعيل دور الأفراد وشعاره بأن "التنمية كحرية"، فكرة جعلت كثيرا من صناع السياسة يأخذها في الحسبان. هذه قادته للسياسة والدفاع عن حقوق الإنسان ونقد برامج الحكومة الهندية في التعليم والصحة والدعم الاجتماعي. فمثلا قدم تنظيرا بأن الفقر ليس مجرد نقص في الدخل، لكن حرمان من القدرات والحرية لتفعيل دور الفرد لحياة طبيعية. ما قاده إلى تطوير "مؤشر التنمية البشرية" ـ مؤشر متعدد الأوجه بما يشمل من التعليم والصحة والمشاركة في القرار. الإشكالية أن هذه الأبعاد معقدة وفي الأغلب صعبة القياس، لذلك المفاضلة بينهم دائما صعبة وضاغطة بسبب التكاليف والوقت وطبيعة السياسة في كل مجتمع. فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد لأفكاره عن محاربة الفقر، وقياس التطور البشري، وتفادي المجاعات في 1998. تزوج أربع مرات، ولديه ثلاث بنات وولد. ما زال متقاعدا عن عمر 89 عاما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي