فلك «إكس»

منذ أن تولى إيلون ماسك إدارة تويتر والتطبيق في عاصفة جعلت المستخدمين في حالة ارتباك، خصوصا أنها تلت فترة طويلة من الركود والهدوء، عواصف التغيير المستمرة لم تكن مريحة للأفراد والمؤسسات اللذين يستخدمان التطبيق للنشر. لكن بنظرة سريعة عن ماسك فهو ليس غبيا ليقترف أخطاء تهدد نمو التطبيق، والربح أحد أهم أهدافه، لذا كان قراره الأخير بالتحول الكلي إلى تطبيق شمولي لا يعتمد فقط المشاهدة والنشر، بل إلى ما هو أوسع من ذلك.
النظرة التجارية موجودة منذ اليوم الأول لماسك وتذكرون حينما فرض رسما ماليا للحصول على علامة الطائر الأزرق الذي أصبح اليوم إكس، وتويتر مقبل على تغييرات أخرى كبيرة، فالمنصة الأشهر عالميا أصابها نوع من الرتابة في الفترة الأخيرة وفقدت بعض بريقها وجاذبيتها، فضلا عن ظهور منافسين جدد للساحة آخرها "ثريدز".
وبالمناسبة فإن "ثريدز" منصة ليست منافسة، بل عدوة لتويتر إذا ما علمنا جذور المشكلة التي بين مارك زوكربيرج وماسك، فالأخير لا يحب فيسبوك، وتعود جذور القصة لعام 2016 عندما انفجرت إحدى مركبات سبيس إكس الفضائية أثناء الإقلاع، مدمرة معها أحد أقمار فيسبوك الصناعية التي كان من المقرر أن تحمله معها نحو الفضاء، الأمر الذي أحبط مارك جدا وعاد الخلاف بعدها بعام للظهور، حيث أبدى مارك استغرابه من الخوف الذي أبداه وقتها إيلون من مستقبل الذكاء الاصطناعي وخطورته على البشرية، وقال إنه لا يفهم هذا النوع من الأفكار المنتشرة حول الذكاء الاصطناعي. وليقوم لاحقا إيلون بحذف صفحات شركاته، تسلا وسبيس إكس، من على موقع فيسبوك نهائيا. لكن على الرغم من أن "ثريدز" استثمرت قاعدتها المليونية في إنستجرام إلا أنه لم يصل لمرحلة التهديد المباشر لتويتر فالأغلبية ما زالوا يرونه نافذتهم على الأخبار ومساحة الرأي الأولى، كما أن الوسائل الإعلامية والمؤسسات الحكومية والشركات التجارية تعده ساعي بريد رسائلها الإعلامية والإعلانية والتوعوية.
إيلون هو كل ما يحتاجه تويتر الآن لأنه يمنح الحيوية التي افتقدها ووجود شخص لا يمكن التنبؤ بأفكاره مثل ماسك بكل تأكيد سيمنح المنصة الاجتماعية الأشهر فرصا لتجديد حيويتها ومفاجأة مستخدميها واستعادة جاذبيتها.
قرارات ماسك بشأن التحول إلى منصة متكاملة علاوة على منح أرباح مالية للناشرين كان امتدادا لشركته التي أسسها عام 1999 وهي شركة مختصة بالحوالات والخدمات المالية موقع إكس، وتبعها شركة باي بال ثم شركة SpaceX وكلها تدور في فلك إكس الذي لا نعلم أين ستكون محطته التالية؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي