دورة الديون الفائقة تصل إلى الصين «2 من 2»

يفترض جوردون أن اختراعات ما بعد سبعينيات القرن الـ20 -حتى ثورة الكمبيوتر- لا تقترب حتى من الأهمية الاقتصادية المتمثلة في المحرك البخاري أو توليد الكهرباء، على سبيل المثال.
ساق المستثمر الملياردير بيتر ثيل، وبطل الشطرنج العالمي السابق جاري كاسباروف، حججا مماثلة في مناقشة دارت 2012 حول موضوع "الإبداع أو الركود" في جامعة أكسفورد. في استعراض الحجة لمصلحة "الإبداع" بغرض إثبات حجتي ضده في ذلك الحوار، أشرت إلى التقدم في لعبة الشطرنج الذي بشر بقدوم عصر الذكاء الاصطناعي، في حين لاحظت أيضا أن الإبداع التجاري يتوقف في بعض الأحيان على نحو ثابت، على سبيل المثال، أثناء فترة الكساد العظيم. الواقع أن همي الأعظم لم يكن قط إنهاء الإبداع، بل إثبات حقيقة مفادها أن صعود الذكاء الاصطناعي سيفوق قدرتنا على التحكم فيه.
لا يخلو الأمر من حجج قوية لمصلحة الركود المزمن على جانب الطلب، بسبب الانحدار الديموغرافي. في خطاب بارع ألقاه في 2013، زعم الخبير الاقتصادي لورانس سمرز، من جامعة هارفارد، أن النقص المستمر في الطلب العالمي هو وحده الذي قد يفسر معدلات الفائدة شديدة الانخفاض في تلك الحقبة، الأمر الذي أطلق العنان لسيل عارم من الأبحاث حول الأساسيات التي قد تفسر نقص الطلب. استخدم الساسة التقدميون هذا العمل لإثبات حجة مفادها أن الحكومة الأكبر لازمة لملء الفراغ. لكن سمرز كان أكثر تحفظا ويقظة، حيث دعا إلى زيادة الاستثمار في البنية الأساسية والتعليم، والتحويلات الصريحة من الأغنياء إلى الفقراء ـ وهي أفكار أتفق معها بشدة.
لكن على الرغم من بعض الحجج الوجيهة لمصلحة الركود المزمن، فإن المخاوف بشأن استمرار النمو الأبطأ لا تخلو من مبالغة. تحدى تشارلز جودهارت ومانوج برادان وجهة النظر القائلة إن الانحدار الديموغرافي لا بد أن يؤدي حتما إلى انخفاض الطلب من خلال الإشارة إلى الزيادة السريعة في عدد السكان المسنين.
علاوة على ذلك، فإن الاتجاهات طويلة الأجل ليست مسؤولة بالكامل عن الانهيار المذهل في أسعار الفائدة الحقيقية بعد أزمة 2008، كان الانهيار راجعا بشكل جزئي على الأقل إلى الأزمة ذاتها. ذلك أن أسعار الفائدة انخفضت أيضا إلى الصفر أثناء فترة الكساد العظيم، وظلت عند ذلك المستوى ـ إلى أن لم تعد كذلك. الجدير بالذكر أن سعر الفائدة على سندات الخزانة المربوطة بالتضخم لعشرة أعوام أصبح حاليا أعلى كثيرا من مستواه الذي بلغ الصفر تقريبا في المتوسط خلال الفترة من 2012 إلى 2021.
لعل دورة الديون الفائقة دامت لفترة أطول من المتوقع لها في مستهل الأمر، ربما بسبب الجائحة. لكنها كانت جزءا بالغ الأهمية من القصة، والآن، مع ترنح اقتصاد الصين، تعد دورة الديون الفائقة أفضل تفسير لما قد يأتي لاحقا.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي