الإبداع في جائزة العلا
أنا معجب بفكرة جائزة العلا للتصميم، التي يتنافس من خلالها مصممون من مختلف أرجاء العالم. الأفكار المحلية والدولية الفائزة تمثل نواة لأيقونات ملهمة تساعد على إثراء تجربة السائح بمقتنيات وتذكارات يحملها معه إلى بلاده. كما أنها ستكون حاضرة ضمن المشاركات الإقليمية والدولية. الحقيقة أن كل زاوية في بلادنا تضم زوايا فريدة تعطي فرصا لبناء تصاميم إبداعية مميزة تعكس جوانب من العمق التاريخي والحضاري في المملكة.
الأسبوع المقبل ـ السابع من سبتمبر ـ ستشهد العاصمة الفرنسية باريس إعلان التصاميم الخمسة الفائزة التي ستكون أحد المكتسبات المهمة التي تضاف للتصاميم الفائزة في النسخة الأولى من الجائزة.
ولعلنا نرى مستقبلا مبادرات مشابهة في بوابة الدرعية وجدة التاريخية وحائل والجوف وجازان وعسير والأحساء وسواها من الوجهات السياحية والتاريخية. تصاميم تستلهم إبداعاتها من درب زبيدة ورسوم حائل الصخرية وجبل قارة والأخدود في نجران وصخرة عنترة وموقدة حاتم الطائي فضلا عن الرموز التاريخية مثل غار حراء وجبل أحد وقلعة وادرين... إلى آخره.
لعلنا أيضا نجد ربطا في الوجهات السياحية والتاريخية مع الأساطير والمحكي الشعبي الشفهي وذلك من خلال إثراء خبرات ومعارف المرشدين السياحيين بتلك الأساطير التي تحمل في ثناياها كثيرا من الإلهام عن الأبطال والشعراء. نتحدث عن رموز مثل حاتم الطائي وأبي زيد الهلالي وقيس ابن الملوح وليلاه وجميل بثينة وعنترة وعبلة وسواهم ممن تمازجت حكايتهم بين الحقيقة والأسطورة.
ولا ننسى بالطبع قصص البطولات التي رافقت تأسيس المملكة في أطوارها التاريخية الثلاثة.
إننا عندما نزور أي دولة في العالم نتعرض لحزمة متنوعة من التجارب السياحية التي تتعانق فيها الحواس الخمس لتختزن ذكريات وتجارب ومغامرات متنوعة. كلما زاد إثراء هذه الحواس أصبحت الأماكن أكثر ألفة وحميمية.
القاسم المشترك بين هذه المبادرات الشغف والتحفيز لرواد ورائدات الأعمال والمصممين وصناع المحتوى السياحي والثقافي والتاريخي والتراثي من خلال رؤية إبداعية مميزة. هذه لفتة مهمة للغاية من هيئة العلا.