البحث مستمر عن ناجين من زلزال المغرب .. وعدد القتلى يرتفع إلى 2122
واصلت فرق الإنقاذ اليوم البحث عن ناجين من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود، إذ أودى بحياة أكثر من ألفين ودمر قرى في مناطق جبلية على أطراف مراكش.
وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من يوم الجمعة. ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.
وانهارت أجزاء كبيرة من منحدر جبلي وسقطت على الطريق بالقرب من بلدة مولاي إبراهيم الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا من جنوب مراكش، مما أغلق جزءا من طريق متعرج يربط مراكش بجبال الأطلس.
وتشير أحدث بيانات لوزارة الداخلية إلى أن عدد الوفيات بلغ 2122، مع تسجيل 2421 مصابا بينهم 1404 في حالة حرجة.
وأعلن المغرب الحداد ثلاثة أيام ودعا الملك محمد السادس إلى إقامة صلاة الغائب من أجل المتوفين في مساجد المملكة اليوم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.
وقالت كارولين هولت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وفقا لـ"رويترز": "ستكون فترة الأربع وعشرين ساعة إلى الثمانية وأربعين ساعة القادمة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح".
وأضافت أن الأولوية ستكون لجهود البحث والإنقاذ إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية، مشيرة إلى أهمية توفير مياه الشرب الآمنة.
وكانت قرية تنصغارت الواقعة بمنطقة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير هي الأكثر تضررا من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيون أمس.
وتصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد من تلك المنازل لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.
واستلقى عبد اللطيف آيت بيلا على الأرض في تنصغارت، غير قادر تقريبا على الحركة أو الكلام، وكانت رأسه مغطاة بالضمادات لمعالجة الجروح التي أصيب بها من الحطام المتساقط خلال الزلزال الذي دمر منزله.
وعبرت زوجته سعيدة بودشيش عن خوفها على مستقبل أسرتها المكونة من ستة أفراد بعد الإصابة البالغة التي لحقت بزوجها المعيل الوحيد للأسرة. وقالت: "ليس لدينا منزل نأخذه إليه، ولم نأكل منذ الأمس".
مضيفة: "نريد أن نعيش حياة كريمة، لكن لا يمكننا الاعتماد على أحد سوى الله".
ويخيم الحزن على القرية بالفعل بسبب وفاة عشرة من سكانها بينهم فتاتان صغيرتا السن في الزلزال.
انتشال ناجين من تحت الأنقاض
ولا تزال هناك آمال في العثور على المزيد من الناجين.
وأظهرت مقاطع تم التقاطها أمس في مولاي إبراهيم رجال الإنقاذ وهم يسحبون شخصا من تحت الأنقاض. وتبادل اثنان من رجال الإنقاذ العناق بينما تم نقل الشخص على محفة.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غرب مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.
وتعرض الحي القديم في مراكش لأضرار جسيمة. وتمضي العائلات الساعات في الشوارع إذ تخشى من كون منازلها لم تعد آمنة للعودة إليها.
وقال محمد آية الحاج (51 عاما) الذي لا يزال في الشوارع مع عائلته بالقرب من منزله: "لا أستطيع النوم هناك. أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا.. إذا كان هناك خطر فلن أعود إلى المنزل".
وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفا جراء زلزال، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وكانت تركيا، التي شهدت زلزالا قويا في فبراير الماضي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، من بين الدول التي عبرت عن تضامنها وعرضت تقديم الدعم.
من المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر.
وقال متحدث باسم صندوق النقد ردا على سؤال بشأن الاجتماعات المقررة: "تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة".
مليون يورو للمغرب من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر
قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "آي إف آر سي" اليوم، إن عمال الإنقاذ بالهلال الأحمر المغربي سيحصلون على مليون يورو (1.1 مليون دولار) للمساعدة في التعامل مع تداعيات ما بعد الزلزال المدمر.
وقدمت فرق الهلال الأحمر المغربي مساعدات للتخفيف من أثر الكوارث مثل خدمات نفسية اجتماعية ودعم عمليات البحث والإنقاذ.
وستستخدم الأموال القادمة من المنظمة الجامعة، متطوعون مغاربة من أجل شراء مستلزمات ضرورية على الأرض.
وقالت كارولين هولت مديرة الأزمات بالاتحاد، إن التحديات هائلة، مضيفة أن توفير معدات إنقاذ ثقيلة إلى المناطق النائية التي ضربها الزلزال ومساعدة المصابين بإصابات بالغة بشكل سريع، أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن.
من باريس إلى واشنطن العالم يعرض مساعدة المغرب
من فرنسا إلى الولايات المتحدة، عرضت دول العالم مساعداتها للمغرب المتضرر من الزلزال المدمر الذي خلف ما لا يقل عن 2000 قتيل.
الولايات المتحدة
أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر ان بلاده "أبلغت الحكومة المغربية بوضوح أنها مستعدة لتقديم مساعدة كبيرة". وأضاف "لدينا فرق بحث وإنقاذ جاهزة للانتشار" و"مستعدون أيضا للإفراج عن أموال في الوقت المناسب لمساعدة الشعب المغربي على النهوض ومواجهة هذه المأساة المروعة".
فرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث عن مأساة أثرت علينا جميعا، أن باريس حشدت كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا.
وأشار الى أن السلطات المغربية تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك، مؤكدا أنه في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتم إرسالها.
وأكد أنه يعود للسلطات المغربية "أن تقرر بناء على تقييمها الميداني" لكي تعود المساعدة الفرنسية بالفائدة.
ووصل فريق من عناصر الإطفاء المتطوعين الفرنسيين من منطقة ليون (وسط شرق) إلى المغرب اليوم وسيشارك في عمليات الإنقاذ على بعد خمسين كيلومترا من مراكش.
إسبانيا
أعلنت إسبانيا اليوم إرسال فريق من 56 مسعفا الى المغرب لدعم السلطات المحلية في عمليات البحث والانقاذ.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانية إقلاع طائرة عسكرية من طراز أ400 من قاعدة سرقسطة (شمال شرق)متجهة الى مراكش مع فريق مسعفين للمساعدة في عمليات البحث وانقاذ الناجين من الزلزال.
سويسرا
عرضت سويسرا توفير ملاجئ موقتة ومعدات لمعالجة المياه وتوزيعها ومرافق صرف صحي ومستلزمات نظافة. وسيقوم خبراء من هيئة المساعدات الإنسانية السويسرية بتسليم هذه المعدات. وأشارت وزارة الخارجية السويسرية مساء السبت إلى أنها لم تتلق حتى الآن ردا على هذا الاقتراح.
بلجيكا
أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية أمس تفعيل خدمة تنسيق المساعدات الطارئة بالخارج للاستجابة لطلبات المساعدة التي ستقدمها السلطات المغربية (المستشفيات الميدانية والمتنقلة المزودة بمعدات الاستجابة للطوارئ والفرق الطبية).
إيطاليا
عرضت إيطاليا مساعدة هيئة الدفاع المدني وفرق الإطفاء، وشدد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا السبت على استعداد إيطاليا للمساهمة في عمليات الإنقاذ المعقدة.
بريطانيا
أرسلت بريطانيا اليوم إلى المغرب 60 من خبراء البحث والإنقاذ البريطانيين وأربعة من كلاب البحث ومعدات الإنقاذ وذلك على متن طائرتين تابعتين للقوات الجوية الملكية.
تركيا
اقترحت تركيا أمس إرسال 265 من عناصر الإنقاذ والف خيمة، بدون تلقي أي رد من السلطات المغربية في هذه المرحلة.
بولندا
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية، بما في ذلك فريق إنقاذ.
الشرق الأوسط
أعلن محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي أن بلاده مستعدة لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة كما أمر ملك الأردن حكومته بتقديم كل المساعدة اللازمة للمغرب.
وأعلنت قطر أن فريق إنقاذ سيغادر الدوحة مساء أمس.
- منظمات
في نهاية قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وقّع ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، إضافة الى مسؤولين في صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، إعلانا مشتركا يتعهدون بموجبه توفير كل مساعدة ضرورية للحاجات الطارئة على المدى القريب وجهود إعادة الإعمار.
وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري(1.1 مليون دولار)من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.
ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، الى أهمية حاجات المغرب المستقبلية، مع "24 إلى 48 ساعة حرجة" وحاجات لأشهر أو حتى أعوام.