تنظيم الإعلام ونقل المباريات

الاسم الجديد للجهة الرسمية المشرفة على الإعلام، الهيئة العامة لتنظيم الإعلام أكثر شمولية من المسمى الأول "المرئي والمسموع"، بل أكثر دقة، وتغيير المسمى يدعو إلى التفاؤل بما هو أبعد من الاسم، إذ إن الإعلام بمختلف وسائله بحاجة إلى وقفة تأمل تبحث في مدى قدرته على مواكبة التطورات التنموية الضخمة والتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية بصورة مؤثرة تأثيرا إيجابيا، يرفع من مستوى الوعي ويعبر عن الواقع، ولا شك أن هناك رغبة في التطوير، وإنشاء وسائل إعلام جديدة من قنوات فضائية أو غيرها واحد من الأدلة على ذلك، وحاليا هناك وسائل إعلام كثيرة محلية أو تبث من الداخل أغلبها في المرئي والمسموع، وبعضها له أعوام لكن هل تم رصد مدى التأثير الإيجابي الذي حققته؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تفتح آفاقا أرحب للوسائل الجديدة التي ما زالت في بداياتها، وتوفر أرضية صلبة للشباب القائمين عليها. لهيئة تنظيم الإعلام دور رقابي وأتمنى تفعيله بشكل أعمق، خاصة في تتبع منصات الإعلام الجديد العابرة للفضاء من تيك توك وسناب ومنصة x وغيرها، لا يخفى أن في بعضها سيلا جارفا من "المحتوى" غير النظيف والسلبي، وأعتقد أن بالإمكان أفضل مما كان في القدرة على الضبط مع وجود سلمان الدوسري وزير الإعلام النشط، فالسوق الإعلامية السعودية مغرية ومستهدفة من هذه المنصات وتتكسب منها، وهذا يعطيها قوة تفاوض وفرض شروط تحترم القيم والثقافة المحلية، ولا شك أن القنوات الفضائية التقليدية القديمة والجديدة في وضع تنافسي صعب مع سيل الإعلام الجديد القائم على محتوى يبحث عن الإثارة بأي وسيلة، ويعتمد على بثوث أفراد بعضهم يبحثون عن الشهرة دون مراعاة للثوابت.
***
الحديث عن الإعلام يقودنا إلى النقلة الكبيرة في الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ومتابعة عالمية للدوري السعودي، هنا تبرز الحاجة أكثر إلى إعادة تأهيل منظومة النقل التلفزيوني للمباريات بمختلف عناصرها، حتى تتواكب مع هذه المرحلة الفريدة وغير المسبوقة. والملاحظ أن الإخراج التلفزيوني للمباريات ما زال على عهده السابق وكأنه في تحالف مع المعلقين ضد المشاهدين، نقل المباريات ما زالت تحكمه مزاجية المخرج وكما يضيع بعض اللاعبين الوقت إذا ما كان فريقهم فائزا، فإن الإخراج يضيع كثيرا من الأحداث وينقل الكاميرا في الوقت الخطأ لمشهد أو مشاهد باردة في حين أن الحدث الأهم هناك في العتمة. ويكفي لواحد من الجمهور أن يرتدي لباسا غريبا ويتمايل حتى يختطف المخرج وكاميراته وكأن الأخير اكتشف كنزا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي