تحالف لاستدامة السياحة

دعمت المملكة المبادرات الدولية الخاصة بالحياد المناخي والاستدامة. هذه أحد مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء التي تعمل محليا بالتضافر مع مبادرات أخرى ضمن رؤية السعودية 2030 على تقليص الآثار السلبية في البيئة وتعزيز جودة الحياة. وتتماهى تلك الجهود مع طموحات عالمية للحد من الانبعاثات الكربونية. قد انعكست الرؤية الإيجابية التي تبذلها المملكة على المشاريع الضخمة التي يجري بناؤها حاليا في نيوم والبحر الأحمر، إضافة إلى المشاريع الفندقية في مختلف أرجاء البلاد. وتستفيد تلك المنشآت من بدائل صديقة للبيئة في الطاقة ومعالجة النفايات وترشيد استخدام المياه... إلخ.
في أكتوبر 2021 أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء، إنشاء المركز العالمي للاستدامة السياحية. واستقطب المركز ثمانية مسؤولين دوليين يتمتعون بخبرات طويلة في الاستدامة السياحية. وهذا الأمر يأتي ضمن جهود المملكة لبناء تحالف دولي لاستدامة السياحة وبلورة جهود تقليص الانبعاثات الكربونية للوصول إلى منشآت سياحية ذات بيئة نقية. ومنذ إعلان إنشاء المركز فقد حظي باهتمام من معظم دول العالم مثل أمريكا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، واليابان، وألمانيا، وإسبانيا. فضلا عن منظمات دولية في مقدمتها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمجلس العالمي للسفر والسياحة والبنك الدولي وسواه من المنظمات ذات العلاقة. وفي جلسة مجلس الوزراء الأسبوع قبل الماضي تمت الموافقة على مزيد من مذكرات التفاهم في شأن إنشاء المركز العالمي للاستدامة السياحية. وتكشف التقارير الدولية أن 8 في المائة من الانبعاثات الكربونية مصدرها المنشآت السياحية.
البعض يتصور أن الاستدامة ستؤثر في مستويات الرفاهية وجودة الخدمات، لكن هذا الأمر غير دقيق، فالحد من الهدر وانتشار المنشآت ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية والعناية بالطبيعة والحفاظ على البيئة البحرية، تعد أحد الخيارات السياحية التي باتت تحظى بإقبال متزايد. ورغم حداثة مصطلح السياحة البيئية نوعا ما إلا أن هذا المفهوم أصبح مهما للغاية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي