فضاءات الإعلام الوطني
الإعلام في المملكة كان ولا يزال إعلاما وطنيا مبادرا، وقد شهدت منصات الإعلام الرسمي، أخيرا، قفزات مشهودة، والأمر نفسه يصدق على الإعلام الخاص. ومنذ مباشرته مهام عمله سعى سلمان الدوسري؛ وزير الإعلام، إلى تطويع خبراته التي اكتسبها أثناء المهام التي تولاها في منصات إعلامية مهمة، من بينها رئاسة تحرير صحيفتي «الاقتصادية» و«الشرق الأوسط»؛ فضلا عن المهام الاستشارية في الحكومة. هذا الأسبوع، تم تتويج جهود وزارة الإعلام بإقرار مجلس الوزراء، التنظيم الجديد للإعلام.
هنا لا بد من الإشارة إلى التجربة المميزة التي تقدمها المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، التي تطرح أزيد من 30 منصة رائدة تقود الإعلام العربي نحو آفاق احترافية عالمية.
الحقيقة التي يتفق عليها من يؤرخون للإعلام العربي، أن المجموعة -منذ انطلاقتها في 1972- كانت تغرد في فضاء منفرد.
ويتواكب ذلك مع تجربة أخرى هي مجموعة mbc التي أسست 1991. ومثلت منصات المجموعة الصحافية، إضافة إلى منصات mbc، و«العربية» حالة إعلامية عربية فريدة.
هاتان التجربتان جمعتا مزايا، الأولى أنها حملت روح السعودية مع امتداد عربي وعالمي غير مسبوق. الميزة الأخرى أنها سعت إلى جمع الطيف العربي بشكل لافت. وتتناغم المجموعتان في دأبهما على الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في الإعلام.
وقد كان لهما تأثير إيجابي أفضى إلى تمكين الإعلاميين السعوديين والعرب من تقديم محتوى ثري. والميزة الأهم في التجربتين أنهما جاءتا خاليتين من الأجندات المسمومة، بخلاف تجارب أخرى، سقطت في فخ الطرح المسموم.
السبت المقبل، بالتزامن مع الاحتفاء باليوم الوطني، سنشهد انطلاقة فضائيتين هما قناة «الثقافية» عبر مجموعة mbc، وقناة «السعودية الآن» عبر منصات التلفزيون السعودي، وقبلهما انطلقت «الشرق الوثائقية» التابعة للمجموعة السعودية.
من الضروري استحضار أن رؤية السعودية 2030 جاءت لترجمة الأولويات الوطنية في مختلف مناحي الحياة. لقد وفرت القيادة جميع الممكنات للوصول إلى مستهدفات الرؤية. والتنظيم الجديد للإعلام محطة انطلاقة لفضاء أوسع.