عوامل أسهمت في تراجع النفط

تراجعت أسعار خام برنت منذ مطلع الأسبوع الحالي بنسبة تزيد على 7.5 في المائة، حيث هبطت إلى مستويات دون 87 دولارا للبرميل، بينما اختتمت جلسات الأسبوع يوم الجمعة الماضي عند 92.32 دولار بعدما كانت قد اقتربت من 94 دولارا. جاء هبوط أسعار النفط بضغط من إعلان تخفيف العقوبات الأمريكية على النفط الفنزويلي بعد صفقة بين الحكومة والمعارضة، ما أثار المخاوف بشأن زيادة المعروض، كما توقعت "إس آند بي جلوبال". تراجع النمو في الصين للعام المقبل، إلى 2.9 في المائة ضمن تقرير منشور لها، علاوة على توقعات وكالة الطاقة الدولية بتراجع الطلب على النفط بنسبة 10 في المائة في 2030 "رغم عدم صحة كثير من توقعات الوكالة سابقا"، هذه الأخبار والتصريحات أسهمت في الضغط على النفط ودخوله في عمليات جني الأرباح.
من جهة أخرى، شهد الاقتصاد الأمريكي بعض التحسن منذ بداية أكتوبر الجاري، حيث جاءت نتائج المسح الذي أعلنته "ستاندرد آند بورز جلوبال" عن تحسن ثلاثة مؤشرات اقتصادية مقارنة بما كانت عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، الأمر الذي قد يشجع "الفيدرالي" على استحسان رفع الفائدة مستقبلا.
من جانب آخر، تراجعت السوق السعودية خلال الأسبوع الجاري إلى ما دون 10300، وهو مستوى أقل مما حققته الأسبوع الماضي عند 10466 نقطة، رغم ارتدادها الأسبوع الماضي واقترابها من منطقة 10800 بفارق 16 نقطة، حيث وصل المؤشر العام للسوق إلى 10784 نقطة، ورغم ما حدث من ارتداد إلا أن السوق عادت للهبوط مرة أخرى، وحققت قاعا أدنى خلال الأسبوع الجاري، وهو ما أشرنا إليه في مقال الخميس الماضي، بعنوان "ارتدادات طبيعية للأسواق"، بأن ما كان يحدث من ارتداد إنما هو موجة تصحيحية طبيعية داخل مسار هابط، وهو ما ترجمته السوق المحلية بالفعل، حيث محت كل مكاسبها مستمرة في تحقيق قيعان وقمم هابطة، فقد تراجعت إلى 10262، بنحو 520 نقطة وبأكثر من 4.8 في المائة. كذلك لم يختلف الحال مع الأسواق العالمية، فرغم ارتداد مؤشر "إس آند بي 500" خلال الأسبوع الماضي، إلى مستويات قريبة من 4400، إلا أنه عاد خلال الأسبوع الجاري ماحيا كل مكاسبه، ومحققا هو الآخر قاعا أدنى مما قبله، حيث هبط خلال مطلع تداولات الأسبوع الجاري بنحو 200 نقطة وبأكثر من 4.5 في المائة إلى مستوى 4189.
فيما يتعلق بالسوق السعودية ونتائج أرباح الشركات للربع الثالث من هذا العام، فقد جاءت نتائج شركات القطاع المصرفي التي أعلن عنها حتى الآن إيجابية وبأفضل من التوقعات، حيث جاء إعلان خمسة مصارف تحقيقها أرباحا فاقت متوسط توقعات المحللين، باستثناء مصرف الراجحي الذي يعد المصرف السادس الذي أعلن نتائجه، حيث تراجعت أرباحه خلال الربع الثالث بنسبة 4.6 في المائة، وهو ما كان قريبا من معظم التوقعات. وأسهمت شركات القطاع في دعم السوق وارتدادها من أدنى نقطة وصلت إليها خلال الأسبوع الجاري، بينما يتوقع أن يقدم قطاع الاتصالات بعضا من الدعم للسوق، حيث يشير معظم التوقعات إلى إيجابية نتائج القطاع، فيما تشير توقعات المحللين إلى تراجع أرباح شركة سابك بناء على نتائج الشركات التي تملك فيها نسبة كبيرة، وأعلنت تراجعات في أرباحها، لذلك سيكون من غير المستغرب أن تتراجع أرباح الشركة الأم للقطاع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي