أين الظل الوظيفي؟
أكثر سؤال يطرح على القادة عندما يكون الحديث عن صناعة الصف الثاني في منظمة العمل. ومن الإجابة يعرف القائد الحقيقي الذي يهتم بإبراز ودعم قيادات الصف الثاني كمرحلة من التهيئة في المستقبل، من القائد الذي لا يجد إلا نفسه في الساحة. والسؤال: لماذا يغيب مفهوم الظل الوظيفي عن منظومات العمل لدينا؟ ولأن المفهوم قد يعد جديدا ـ من ناحية التطبيق ـ في الوطن العربي، إلا أنه شائع لدى الغرب Job Shadowing وهو يعني باختصار أسلوبا من أساليب التعلم أثناء العمل، بحيث يسمح للفرد بملازمة شخص كظله، من خلال المتابعة والملاحظة، وربما أداء بعض المهام حسب طبيعة العمل. ارتبط "الظل الوظيفي" بطلاب الجامعات وحديثي التخرج، لكنه بدأ يبرز كثيرا مع الموظفين من قبل الشركات التي تسعى لتعزيز قدرات أبناء المنظمات. فهو يساعد في التعرف على مهام ومسؤوليات وواجبات أعضاء الفريق، ويسهم في تزويد الموظفين بمهارات جديدة وأيضا تحسين الإنتاجية، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة، وفوق كل ذلك يمكن الموظفين من الانتقال إلى إدارات داخل المنظمة.
لكن أهم فائدة تكمن في إعداد القادة، وهذا هو مربط الفرس، كما أن هناك فائدة خفية تساعد على تقليل التكاليف، من خلال تقليل الاعتماد على المستشارين. فغالبا ما تدفع مبالغ سنوية من أجل المستشارين، ولو وظفت هذه الأموال لموظفين من داخل المؤسسات للتدريب على رأس العمل لوفروا الكثير.
مع الأسف، نادرا ما نجد برامج "الظل الوظيفي" لدى جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وتكاد أن تكون محصورة في الأطباء في مرحلة الامتياز وبرامج الاختصاص. بالمختصر التدريب أهم وسيلة للتعلم والنمو المهني، والقائد هو من يهتم ببناء قدرات فريق العمل معه، فهو من تحرقه الشمس ليكون ظلا داعما لمن بعده.