الأسواق واستمرار زخم الارتداد
تراجعت السوق السعودية إلى مستويات الدعم الثانية لها عند منطقة 10750 نقطة، وهي بمنزلة عمليات جني أرباح بعد وصولها إلى مستويات الـ11 ألفا بفارق عشر نقاط فقط، ومن أبرز الأسباب التي دفعت المؤشر العام للسوق للدخول في عمليات جني أرباح بحدود 230 نقطة، هو ارتطام المؤشر العام بالترند الهابط من منطقة 11930، القمة التي كانت حققتها السوق بنهاية يوليو الماضي، كذلك ملامسة السوق لمتوسط 50 يوما وهو يعد من المقاومات المهمة التي تضاف إلى مقاومة الترند الهابط، حتى الآن تعد هذه التراجعات طبيعية طالما أن السوق تحافظ على منطقة الدعم عند 10750 نقطة، وما زالت السوق تملك بعض الزخم الذي قد يساعدها في اختراق حاجز 11 ألفا، بدعم من عدة شركات قد تكون "أرامكو" التي تقود قطاع الطاقة والمؤثر الأكبر في حركة المؤشر العام للسوق من يقود هذا الدعم، حيث لا تزال تملك زخما على المؤشرات الفنية لمحاولة تجاوز سعر 34 ريالا الذي يعد حاجز مقاومة لم تستطع تجاوزه منذ شهرين تقريبا، وقد يقدم القطاع البنكي بعضا من الدعم أيضا حيث تجاوز القطاع منطقة 10350 ويتداول حاليا أعلى من 10600 نقطة مستهدفا 10850 كأقرب منطقة مقاومة، بينما تعد حاليا منطقة 10450 هي الدعم الأقرب للقطاع للمحافظة على الزخم "الحالي".
من جهة أخرى شهدت أسعار خام برنت بعضا من الارتداد بعد كسرها لحاجز الـ80 دولارا للبرميل، وامتد الارتداد إلى ما يزيد على 83 دولارا بنسبة ارتفاع تجاوزت الـ5 في المائة، ومن مستهدفات الارتداد الحالي لخام برنت منطقة 84 وتجاوزها يعني الوصول إلى المستهدف الثاني عند 86 دولارا، مع بقاء منطقة 79 هي الدعم الأهم في الفترة الحالية وأي كسر لها سيعني مزيدا من التراجعات وربما زيارة القيعان السابقة القريبة من مستويات الـ70 دولارا للبرميل.
من جانب آخر يظهر مؤشر الإس آند بي 500 بعض الزخم الصاعد وهو المؤشر الأهم في السوق الأمريكية وفي عموم الأسواق لما له من تأثير كبير فيها، حيث يتداول المؤشر حاليا عند منطقة 4400 نقطة ويستهدف مع استمرار الزخم الارتدادي منطقة 4550، طالما يتداول أعلى من منطقة الدعم عند 4350 نقطة.
كذلك قدم تراجع مؤشر الدولار إلى مستويات 104.5، الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام ست من العملات الرئيسة مزيدا من الدعم لتحرك الأسواق وارتدادها الحالي، وأي كسر لمؤشر الدولار لهذه المنطقة سيعمق من خسائره للوصول إلى مستويات 104، وهو ما يعني منح الأسواق فرصة أكبر لاستمرار زخمها الصاعد الذي لا يزال من الناحية الفنية يعد ضمن الارتدادات التصحيحية داخل الموجات الهابطة.
ختاما، يبدو حتى الآن من خلال المعطيات الفنية الحالية وجود رغبة للأسواق باستكمال موجتها الارتدادية، لكن رغم بصيص التفاؤل الحالي لا بد من الاهتمام بمناطق الدعم التي ذكرناها، حيث تعد مناطق الدعم بمنزلة وقف خسارة فورية وذلك حماية لرأس المال إلى حين تجدد الفرص مرة أخرى أو وجود إشارات مؤكدة تفيد بانتهاء الموجات الهابطة التي تعصف بالأسواق منذ فترة.
من الإشارات الأولى التي تعني نهاية الموجة الهابطة تجاوز متوسط 50 يوما واختراق الترندات الهابطة وارتفاع السيولة، فيما يعد اختراقا آخر قمة على الترند الهابط إعلانا بنهاية الهبوط.