الأسواق تصل إلى قممها السنوية
ارتفعت الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ بداية العام الجاري 2023، واختتمت أسبوعها الخامس على التوالي بارتفاع، حيث بدأت ارتفاعاتها منذ نهاية أكتوبر الماضي، حيث وصل مؤشر داو جونز لمنطقة 36267 نقطة، متجاوزا أعلى مستوى له منذ البداية العام الجاري عند 35.679 وبفارق يزيد على 600 نقطة، بينما وصل مؤشر إس آند بي 500 إلى أعلى مستوى له خلال العام الجاري عند 4600، وكذلك ارتفع مؤشر ناسداك إلى أعلى مستوى له هذا العام عنده 14,400.
ما أسهم في ارتفاع الأسواق بشكل كبير هو تراجع مؤشر الدولار إلى مستوى 102.5 نقطة، وكذلك أيضا تراجع العائد على السندات، فقد تراجع العائد على السندات لأجل عشرة أعوام إلى قرب منطقة 4 في المائة، بانخفاض يزيد على 17 في المائة من قمته المحققة عند 5.013، بينما هبط العائد على السندات لأجل عامين إلى مستوى 4.58 في المائة بانخفاض قدره 13 في المائة من قمته المحققة عند 5.26 في المائة، كما حقق الذهب قمة تاريخية جديدة عند 2146 دولارا للأونصة، متجاوزا قمته التاريخية عند 2081 التي حققها في شهر مايو الماضي، وتعرض المعدن الأصفر لعمليات جني أرباح بعد تحقيقه هذه القمة، وهي تراجعات طبيعية، ولا يزال معدن الذهب حتى الآن يملك الزخم الصاعد للوصول إليها مجددا. ارتفاع الأسواق بهذا الشكل والتسارع الذي حدث يوضحان ارتفاع معنويات المستثمرين بانخفاض التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن "الفيدرالي" قد يحافظ على أسعار الفائدة عند المستويات الحالية دون الاضطرار إلى زيادتها مجددا، خاصة مع حديث السيد جيروم باول الذي كان يرى قبل بضعة أسابيع أن السياسة مقيدة، بينما في آخر تصريح له ذكر أن السياسة وصلت إلى حد كبير في المنطقة التقييدية.
وتشير أداة تتبع آراء المستثمرين لأسعار الفائدة بنسبة 55.4 في المائة إلى خفض "الفيدرالي" لها بمقدار 25 نقطة أساس باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس مع نهاية الربع الأول من العام المقبل 2024، فيما تنتظر الأسواق هذا الأسبوع بيانات مهمة لعدد من المؤشرات فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي، التي من شأنها أن تعيد الزخم للأسواق أو إعادتها لاستكمال موجاتها الهابطة، من تلك البيانات: مؤشر مديري المشتريات الخدمي، التغير في وظائف القطاع الخاص، الميزان التجاري، طلبات إعانة البطالة ومعدلها، مؤشر ميتشجان لثقة المستهلك. وكل هذه البيانات لها أهمية وعلاقة بتحركات "الفيدرالي" وقراراته عن الفائدة، ما له تأثير وانعكاس مباشر على حركة الأسواق وبالتالي عمليات المستثمرين ومدى ارتفاع شهية المخاطرة لديهم.
من جهة أخرى، وصلت السوق السعودية إلى مستهدفها الثالث عند 11200 نقطة التي حددناها في مقالنا السابق في الثاني من نوفمبر الماضي بعنوان "آثار رفع الفائدة مستقبلا"، حيث وصلت السوق إلى 11242 نقطة مطلع الأسبوع الجاري، ولا تزال السوق إيجابية في حركتها طالما تتداول أعلى من 10980. لذلك لا بد عند وصول الأسواق إلى مناطق قمم ومقاومة سبق أن تراجعت منها أن يزيد الحذر، حيث تعد مناطق المقاومة مناطق تزيد عندها العروض على الطلبات. ومن جانب آخر لا تزال أسعار النفط في موجة هابطة، رغم اتفاق "أوبك بلس" أخيرا على تمديدات إضافية، ويتداول خام برنت حاليا قريبا من آخر مناطق الدعم عند 76.5 دولار.