«نجم» على الأرض

يبدو أن الطموح هو سبب اختيار اسم "نجم" لشركة نجم لخدمات التأمين، وهي - كما هو معروف - شركة مساهمة مقفلة، مختصة بتسوية المطالبات في الحوادث المرورية. والواقع أن بعد إضافة معاينة الحوداث المرورية البسيطة ميدانيا إلى مهامها، أصبحت لاعبا رئيسا ومؤثرا في الحركة المرورية والسلامة على الطريق، ورغم مرور نحو 16 عاما على إنشائها إلا أن "نجم" ما زالت نجما قابعا على الأرض، والمفترض في الـ"نجم" أن يحلق في الأعالي. صحيح أن الشركة لـ"خدمات التأمين" لكن مباشرة الحوادث البسيطة ميدانيا جعل دورها المنتظر أعمق من مجرد تسوية المطالبات. على موقع الشركة وتحت عنوان "رسالة نجم" نقرأ هذه السطور: "السرعة في تلبية احتياجات قائدي المركبات، وتقديم الدعم والمساعدة العادلة لهم، والإسهام في تسوية المطالبات بأسرع وقت ممكن، والمشاركة في تعزيز معايير السلامة المرورية، من خلال تحليل البيانات والمعلومات التي تمتلكها نجم". فماذا فعلت "نجم" بعد كل هذه الأعوام لتعزيز معايير السلامة المرورية؟
لا شك أن سرعة الاستجابة، والوصول إلى الحوادث المرورية يسهمان في فك الاختناقات، لكن سرعة الوصول في مدينة مزدحمة مثل الرياض ليست بالأمر المتيسر والشركة تستخدم سيارات، وكان ضمن الاقتراحات أن تستخدم دراجات نارية. لكن حول مبدأ السلامة عند وقوع حادث "بسيط" في طريق سريع وخطر، الأولوية حسب نصائح أو تعليمات "نجم" هي البقاء في موقع الحادث وانتظار وصول الاستجابة "حتى لا تعرض نفسك لانتهاكات أو غرامات إضافية، ولحفظ حقوقك وحقوق الآخرين لا تستجب لأي اجتهادات تقديرية من الموجودين" انتهى الاقتباس. وللأمانة تؤكد الشركة في موقعها الحرص عند الترجل من السيارة والبقاء في موقع آمن. لكن الشاهد أن البقاء في الموقع هو أولوية تأمينية لدى "نجم"، وعلى السائقين الجمع بينه وبين سلامتهم من سيل السيارات المسرعة، وهو ما طرح تساؤلات الجمهور على أثر حادث طريق أنس بن مالك المؤلم.
أعتقد أن لدى شركة نجم الفرصة والإمكانية لتطوير أعمالها، هناك أفكار كثيرة مثلا باستخدام طائرات درون للتصوير والوصول السريع، مع ضرورة التفكير في مسألة البقاء في موقع حادث، خاصة في طرق خطرة، وحتى تسهم بشغف "في تعزيز وإرساء أعلى معايير السلامة بما يحفظ الأرواح والممتلكات" كما هو مذكور في موقعها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي