هل باتت الأسواق مهيأة لجني أرباح؟

حققت مؤشرات الأسواق الأمريكية خلال (يناير) الجاري مستويات قياسية من الارتفاعات المتتالية، حيث تجاوز مؤشر الداو جونز مستوى 38250 ألف نقطة محققا قمة تاريخية جديدة، بينما تجاوز مؤشر الإس آند بي 500 (SPX) المؤشر الأكبر وزنا على مستوى العالم والأكثر تأثيرا في السوق الأمريكية مستويات 4930 نقطة، محققا بذلك قمة تاريخية جديدة، بفارق 110 نقاط عن قمته التاريخية عند 4818 التي كان قد حققها قبل عامين مطلع يناير من 2022، فيما لا يزال مؤشر الناسداك يتداول بأقل من قمته التاريخية بنحو 700 نقطة، حيث كانت قمته عند مستوى 16200 نقطة بينما يتداول حاليا عند مستويات 15500.

لا شك أن هذه الارتفاعات المتتالية مع تحقيق قمم تاريخية جديدة ستحتاج إلى عمليات تهدئة -جني أرباح- من متوسطة إلى منخفضة على الأقل خلال الفترة المقبلة، التي قد تتزامن مع استمرار إعلان الشركات عن نتائجها للربع الرابع من 2023، التي تعد بالوقت ذاته الأهم بين إعلانات الأرباع الأخرى، حيث تمثل النتائج السنوية لعام كامل، وقد تحمل بين طياتها مفاجآت تكون سببا في عمليات التراجع، بينما تنتظر الأسواق اجتماع الفيدرالي هذا الأسبوع، لكن التوقعات تشير إلى عدم اتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة وتأجيل ذلك إلى اجتماعه في مارس المقبل.

بينما تراجعت هذا الأسبوع الأسهم الصينية مع نهاية تعاملات الثلاثاء، مع تراجع شهية المستثمرين بسبب انكماش الاقتصاد وتفاقم أزمة القطاع العقاري في البلاد، بعد الحكم القضائي بتصفية شركة "إيفرجراند" الشركة الكبرى في مجال التطوير العقاري.

من جهة أخرى كسر المؤشر العام للسوق السعودية مستوى 12200 نقطة التي تعد دعم الترند الصاعد الذي كان قد بدأ من منطقة 10265 نقطة، منذ أواخر أكتوبر من العام الماضي 2022، أي قبل نحو ثلاثة أشهر، وقد أعطى المؤشر العام للسوق خلال تداول يوم الثلاثاء الماضي إشارة أولى بكسر خط الاتجاه (الترند) الصاعد، وفي حال استمر التراجع فتعد منطقة 10870 نقطة منطقة دعم قوية كسرها يؤكد نهاية الاتجاه الصاعد والدخول بعمليات تصحيح، ورغم ذلك هناك مناطق دعم أخرى لكنها أقل قوة مما ذكرنا، حيث تعد 10720 منطقة دعم متوسط 50 يوما بينما تعد 10540 منطقة الدعم الأخيرة.

كما أن فترة إعلان الشركات المدرجة في السوق السعودية عن نتائجها للربع الرابع من 2022، غالبا ما تشهد بعض التذبذبات، خاصة أن فترة الإعلانات تمتد حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري وهي الفترة الأطول بين الأرباع الأخرى.

لكن بالنظر إلى العلاقة التي تربط السوق مع تحركات النفط فقد تتلقى السوق بعضا من الدعم في حال عودة النفط -خام برنت- لأعلى من 84 دولارا للبرميل، وهو الأمر الذي لا يزال مرجحا، وربما يجعل السوق تحافظ على منطقة دعمها الأهم، حيث تجاوزت أسعار خام برنت مطلع تداولات الأسبوع الجاري لسقف 84 دولارا وهو المستهدف الذي توقعناه بمقالات سابقة، وحتى الآن لا تزال أسعار خام برنت مرشحة للعودة لتجاوز مستوى 84 دولارا للبرميل وذلك شريطة أن تحافظ على مستوى 80 وهو مستوى يشكل دعما نفسيا وكذلك يعد قريبا من السعر الأدنى لجلسة الثلاثاء التي شهدت خلالها الأسعار بعضا من التراجع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي