الذهب استثمار أم ملاذ؟
يعد المعدن الأصفر - الذهب - من أكثر المعادن اقتناء وتداولا بل والأشهر على المستوى العالمي، كذلك يعد من أقدم الوسائل في عمليات التبادل التجاري، ولا يوجد تاريخ معين لبدء استخدام الذهب (كعملة) لتغطية عمليات الشراء والبيع، إلا أنه كان يستخدم منذ العصور الأولى (آلاف السنين)، ويستخدم معظم الناس الذهب كسلعة (حلي) تلبسه وتصنع منه المقتنيات الفاخرة، ومنهم من يستخدمه من باب الاحتفاظ بأصول ذات قيمة، وآخرون يستخدمونه للاستثمار.
بداية تعد البنوك المركزية حول العالم أكثر من يمتلك نسبة كبيرة من الذهب، وذلك من باب كون الذهب أحد الأصول الآمنة، وليس كما يعتقد الكثير أنه من باب الاستثمار في الذهب (ارتفاع قيمته). والفرق بين الاستثمار والملاذات الآمنة كبير، حيث الأول يستهدف ارتفاع القيمة بمرور الوقت، بينما الثاني يستهدف المحافظة على أصول ذات قيمة لا تتأثر بالأزمات، وهو الهدف الأساس لأي بنك مركزي عندما تتعرض أسعار صرف العملات لموجات من التراجع وغيرها من الأزمات المالية التي تمر بالعالم وربما تؤثر في الاحتياطيات لدى البنوك المركزية والتجارية كذلك.
ومنذ بدء الألفية الحالية ارتفع الذهب بنسبة تجاوزت 1000% حتى الآن، وكما يبدو أن الذهب في مسار صاعد منذ ذلك الحين ولا يزال يملك الزخم للاستمرار وتحقيق قمم جديدة حتى لو تعرض لبعض التصحيحات الطبيعية، والله أعلم.
عموما وإن اختلفت المقاصد بين الجهات الاستثمارية الحكومية والخاصة لاقتناء الذهب وبين عامة الناس، فسنتحدث في هذا المقال عن أفضل الطرق من وجهة نظر شخصية لشراء الذهب، بغض النظر عن الهدف هل هو كاستثمار أو ملاذات آمنة.
لذلك دعونا نتطرق لأشهر الطرق لشراء الذهب سواء كاستثمار أو أصول آمنة وميزة وعيوب كل منها:
الطريقة الأولى التقليدية، هي شراء ذهب تمت صياغته من قبل مصنعين عن طريق متاجر الذهب، وهذه الطريقة تفقد الذهب بعضا من قيمته عند البيع، حيث تتم إزالة ما يسمى بالفصوص أو الإكسسوارات المستخدمة في صناعته، وتعد هذه أضعف الطرق وأكثرها تكلفة وفقدانا للقيمة عند تسييلها مقابل العملة، كما أنها تحتسب رسوما للتصنيع تختلف من مصنع لآخر وربما تكون باهظة، حسب براند - شهرة - المصنع.
أما الطريقة الثانية، فهي شراء الذهب كسبائك، وهذه أيضا من الطرق الشهيرة إلا أن عليها رسوما، وتخزينها يحتوي على مخاطر، ربما يضطر مالكها لإيداعها لدى خزانات البنوك ودفع رسوم لحمايتها، كما أن حاجة مالكها لبعض السيولة تفرض عليه بيع السبيكة بشكل كامل، وهذه من المآخذ على هذه الطريقة.
الطريقة الثالثة: هي شراء أسهم في الصناديق المتداولة في الذهب سواء العالمية أو المحلية، التي تحاكي تحركات الذهب تماما في الارتفاع والانخفاض، وهذه الطريقة تعد الأفضل من "وجهة نظر شخصية"، حيث إنها لا تتطلب تخزينا، بل فتح محفظة استثمارية فقط حالها كحال محافظ الأسهم، كذلك تتيح تسييل جزء من مبلغ الاستثمار عند الحاجة دون الاضطرار إلى تسييل كامل الاستثمار كما ذكرنا عن السبائك، وليس عليها أجور تصنيع أو فيها كثير من الزينة تحتسب قيمتها عند الشراء وتفقدها عند البيع. وهناك طريقة أخرى لن نصنفها كطريقة رابعة، لأنها تختص بالمضاربين في أسواق المال، وهي شراء الذهب من خلال العقود الآجلة أو عقود الخيارات - الأوبشن - لأنها تحتوي على مخاطر كبيرة، كما هي حال أرباحها.