الصين تؤسس صندوق استثمار برأسمال 47.5 مليار دولار لتمويل قطاع الرقائق
أسست الصين أكبر صندوق استثمار لديها في مجال أشباه الموصلات لدعم التصنيع المحلي للرقائق الإلكترونية في أحدث محاولة للحد من الاعتماد على الخارج في هذا القطاع في ظل تشديد القيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إليها.
ويمثل رأسمال الصندوق الجديد المرحلة الثالثة من صندوق الاستثمار الوطني للدوائر المتكاملة يبلغ 344 مليار يوان (47.5 مليار دولار). ويسهم في الصندوق الحكومة المركزية الصينية وعدد من البنوك والمؤسسات المملوكة للدولة ومنها بنك الصين الصناعي التجاري.
وبحسب بيانات منصة تانيانشا التي تنشر معلومات التسجيل الرسمية للشركات في الصين، فقد تم تأسيس الصندوق رسميا يوم الجمعة الماضي وأكبر مساهم فيه هو وزارة المالية الصينية في حين تساهم فيه شركات استثمار مملوكة لحكومات محلية في مدينتي شينشن وبكين.
وتسهم حكومة شينشن في تمويل عدة مصانع رقائق في إقليم جوانجدونج جنوب الصين في محاولة لتحرير شركة الإلكترونيات الصينية العملاقة هواوي من الاعتماد على واردات الرقائق من الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي ألغت الحكومة الأمريكية التراخيص التي تسمح لشركة معدات الاتصالات والهواتف الذكية الصينية العملاقة هواوي بشراء الرقائق المستخدمة في أجهزة اتصالات الجيل الرابع من شركتي كوالكوم وإنتل الأمريكيتين.
وقال ميشيل ماكول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي لوكالة بلومبرغ إنه تم سحب تراخيص توريد هذه الرقائق الأمريكية إلى الشركة الصينية.
من ناحيتها أكدت وزارة التجارة الأمريكية، فقط، سحب بعض تراخيص التصدير إلى شركة هواوي، لكنها لم تحدد الشركات المعنية. ورغم ذلك قال ماكول إنه تم إبلاغ لجنته بسحب التراخيص.
وتتهم الحكومة الأمريكية شركة هواوي بأنها قريبة للغاية من السلطات الصينية ولذلك ترى أن هذه الشركة التي تنتج معدات الاتصالات والهواتف الذكية خطرا على الأمن القومي الأمريكي.
وتحرم العقوبات الأمريكية الشركة الصينية بالفعل من الحصول على التكنولوجيا الأمريكية الحديثة منذ سنوات. ونتيجة لذلك تعاني هواتف هواوي الذكية من أجل التواجد خارج السوق الصينية، رغم أنها تفوقت على سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية كأكبر شركة للهواتف الذكية في العالم عام 2020.
ومع التراخيص الخاصة التي تم سحبها الآن، كانت كوالكوم على سبيل المثال قادرة على تصدير رقائق اتصالات الجيل الرابع وليس الجيل الخامس الأسرع إلى الشركة الصينية، وتحاول هواوي إنتاج رقائق محلية لتحل محل الرقائق الأمريكية المحظورة، كما تواصل العمل بقوة في السوق المحلية الصينية للهواتف الذكية.