طموحات الصين بالريادة العالمية في كرة القدم على شفا الانهيار
قبل قرابة عقد، كان لدى شي جين بينج، رئيس الصين، حلم تحويل البلاد إلى مركز عالمي لكرة القدم. وسرعان ما دعم الطموح بالعمل والاستثمارات في الدوري المحلي وجذب نجوم الكرة من أوروبا وقام بشراء حصص في الأندية الأوروبية. لكن الطموحات قد تكون على شفا الانهيار.
استحوذت شركة أوكتري كابيتال ـ مقرها الولايات المتحدة ـ الأربعاء على نادي إنتر ميلان الإيطالي بعد تخلف مجموعة سونينج القابضة الصينية المالكة للنادي عن سداد ديون بقيمة 429 مليون دولار.
ووفقا لـ"فورتشن" تعد خسارة الشركة للنادي الإيطالي صورة من مشهد أوسع لخروج شركات صينية من كرة القدم الأوروبية. كان ما يصل إلى 20 ناديا أوروبيا مملوكا لمستثمرين صينيين في 2017، لكن العدد انخفض إلى 10 فقط بحلول 2021.
لم ينتج عن الملكية الصينية استثمارات ضخمة أو انتصارات كبيرة على أرضية الملعب. ولم تترجم الاستثمارات إلى مكاسب على صعيد الدولة، إذ لم يشارك المنتخب الوطني الصيني في كأس العالم لأكثر من عقدين.
وأكد توم باير، مستشار تنمية شباب كرة القدم في طوكيو أن مستوى المبتدئين في الصين متدن، مشيرا إلى أن أكبر محرك في كرة القدم هو الثقافة، ولا توجد ثقافة في الصين. نتيجة رؤية معظم العائلات الصينية لكرة القدم على أنها إلهاء عن التعليم. وبهذا يمنعون أطفالهم من اللعبة.
في 2016، اشترت سونينج حصة 70 % في إنتر ميلان. وسبقتها مجموعة داليان واندا بحصة 20 % في أتلتيكو مدريد الإسباني في 2015. واستحوذت شركة فوسون إنترناشيونال على ولفرهامبتون واندررز الإنجليزي في 2016.
كما ضخت التكتلات أموالا في الدوري الصيني الممتاز في 2010، اشترت مجموعة إيفرجراند التي كانت آنذاك أحد أكبر مطوري العقارات في البلاد، قبل انهيارها الذي تسبب في أزمة العقارات، نادي جوانجو. ومولت انتقالات مكلفة للاعبين في أوروبا إلى الصين. لكن الطموحات والاستثمارات انتكست.
أمر الاتحاد الصيني لكرة القدم الأندية بالحد من الإنفاق على اللاعبين الأجانب في 2017، واقتصر انضمامهم على فرق الدرجة الأولى من أجل دعم المواهب المحلية. ثم أصبحت السيولة شحيحة. وضعت حملة بكين لكبح الاقتراض في قطاع العقارات إيفرجراند في أزمة سيولة. واستولت الحكومة على الملعب التابع للشركة أواخر 2021. كما ضغط منافسو سونينج، مالكة إنتر ميلان السابقة، على أعمالها وحدوا من قدرتها على تمويل ناديها المحلي، جيانجسو سونينج، الذي تم حله قبل موسم 2021 بعد فوزه بأول لقب صيني.
بددت خسارة سونينج لإنتر ميلان الأسبوع الماضي صافي ثروة مؤسس الشركة تشانج جين دونج. الملياردير الذي كان يملك نحو ستة مليارات دولار عندما اشترى النادي الإيطالي في 2016 لا يكاد يملك شيئا اليوم، وفقا لبلومبرغ.
بإيرادات بلغت 35.5 مليار دولار للسنة المالية 2020، احتلت سونينج المرتبة 328 في قائمة فورتشن 500 لعام 2021. لكن إيراداتها انخفضت إلى 10 مليارات دولار في 2022، ولم تدخل القائمة بعدها.
للولايات المتحدة الآن حضور أكبر في كرة القدم العالمية. الأمريكيون يملكون حصصا في نصف الفرق في الدوري الإنجليزي الممتاز وسبعة في الإيطالي.
كما دخلت دول الخليج الساحة الأوروبية. يهيمن باريس سان جيرمان، المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، على الدوري الفرنسي، بينما يتفوق مانشستر سيتي الإنجليزي، المملوك لشركة الشيخ منصور بن زايد الإماراتية، محليا وأوروبيا. واستحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نيوكاسل.