«ستاندرد تشارترد»: 3 عوامل وراء التراجعات الأخيرة لأسواق النفط
تسببت ثلاثة عوامل رئيسة في تراجع أسعار النفط خلال الفترة الماضية، بينها التشاؤم الشديد على مستوى الاقتصاد الكلي، ومراكز المضاربة على المكشوف، والتداول الخوارزمي المفرط في الحماس الذي أدى إلى مزاحمة المتداولين المعتمدين على الأساسيات، بحسب بنك "ستاندرد تشارترد".
وأضاف البنك أن نتيجة لهذه العوامل، انقلبت أسواق العقود الآجلة للنفط إلى مركز بيع صافي لخام برنت، مقارنة بمركز طويل صاف في نهاية الأسبوع السابق.
وبعد عمليات البيع التي أعقبت اجتماع "أوبك+"، أشار "ستاندرد تشارترد" إلى أنه لا يوجد مبرر للبيع بوتيرة تفوق حتى فترة الوباء.
وتوقع البنك نموا في العرض قدره 1.68 مليون برميل يوميا عام 2024 و1.41 مليون برميل يوميا عام 2025.
كما أبقى تقييمه السابق بأنه لا يمكن للأسواق استيعاب البراميل الإضافية من منتجي "أوبك +" فحسب بل من المرجح أن يظهر العجز في الجزء الأخير من العام الحالي ويستمر حتى عام 2025.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن أسعار النفط تراجعت بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة الامريكية زيادة تقديرية في المخزون قدرها 3.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 7 يونيو وقد تمت مقارنة التغيير مع زيادة أسبوعية قدرها 1.2 مليون برميل في الأسبوع السابق وكانت مصحوبة أيضا بزيادة في مخزونات الوقود.
وأشاروا الى تقارير دولية تظهر أنه بناء على ظروف وسياسات السوق الحالية، فإن الطلب العالمي على النفط سيستقر عند نحو 106 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العقد وسط التحول المتسارع إلى تقنيات الطاقة النظيفة.
وفي هذا الإطار، قال أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، إن اتفاق "أوبك+" على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية عام 2025، على أن يبدأ التخفيف التدريجي في أكتوبر 2024، سيكون له تأثير إيجابي واسع في توازن السوق.
وأكد أن القرار يهدف إلى تحقيق الاستقرار في أسعار النفط الخام وموازنة متطلبات السوق ما يوضح جهود السعودية للتوفيق بين المصالح المتنوعة للأعضاء.
من جانبه، ذكر أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، أن تمديد تخفيضات إنتاج "أوبك +" كان ضروريا، مبينا أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع فائضا في إنتاج النفط يصل إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030، حيث يؤدي النقل النظيف وتوليد الكهرباء إلى انخفاض الطلب بينما تستمر الدول غير الأعضاء في أوبك في زيادة الطاقة الإنتاجية.
من ناحيته، قال ديفيد لديسما مدير استراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية، إن مخاوف الطلب الضعيف في الصين والاقتصادات الكبرى الأخرى إلى جانب الارتفاع القياسي في إنتاج النفط في الولايات المتحدة أسهمت في انخفاض أسعار النفط رغم تخفيضات "أوبك +" والتوترات في الشرق الأوسط.
وفيما يخص الأسعار، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا بما يعادل 0.3 % إلى 82.38 دولار للبرميل خلال التعاملات، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 16 سنتا أو ما يعادل 0.2 % إلى 78.66 دولار. وصعد الخامان القياسيان بنحو 1 % في الجلسة السابقة.