ماذا يحدث في شركة تسلا؟
أثبت العام الماضي تأثيره بشكل استثنائي عندما يتعلق الأمر باعتماد المركبات الكهربائية عالميا، حيث ارتفع الطلب على المركبات الكهربائية بأكثر من 120 % مقارنة 2022، والتغيرات الكبرى واضحة في أوروبا والولايات المتحدة والصين. وعادة ما كانت حصة تيسلا في سوق المركبات الكهربائية أعلى من 60 % لكن شركات صناعة المركبات الصينية بقيادة BYD بدأت في أكل هذه الحصة حيث تمتلك 18 % من السوق.
وتعد تسلا من الشركات العالمية التي تنافس في صناعة المركبات الكهربائية والطاقة النظيفة وأجهزة تخزين طاقة البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، والمنتجات والخدمات ذات الصلة، وهي شركة أمريكية يمتلك أيلون ماسك أكبر عدد من أسهمها بنسبة 20 % تقريبا، إضافة إلى شركات إدارة الأصول مثل Vanguard Group و Blackrock وState Street Corporation . وبلغت إيرادات تسلا للأشهر الـ12 المنتهية في شهر مارس 2024، نحو 95 مليار دولار بزيادة قدرها 10.1 % على أساس سنوي، ولكن بلغت إيرادات تسلا السنوية لعام 2023، 97 مليار دولار بزيادة قدرها 18.8 % عن 2022، وبلغت 81 مليار دولار في 2022 بزيادة قدرها 51.3 % عن 2021. وهذا ما يظهر مدى انخفاض أرباح الشركة حيث واجهت تراجعا كبيرا، بدءا من تقرير الأرباح المخيب للآمال في يناير 2024. وعلى الرغم من زيادة عمليات التسليم والإنتاج، تضاءلت هوامش الربح ما أدى إلى انخفاض حاد في سعر السهم بـ27 ٪. وتفاقم هذا الانكماش سلسلة من التخفيضات في مارس 2024، ما أسفر عن هبوط لاحق في سعر السهم إلى أقل من 170 دولارا في أبريل 2024 وإشعال النقاش والتحليل حول استمرار نمو وهيمنة تسلا على السوق.
إن المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية مثل BYD تؤكد الصراع الشديد التي تواجه تسلا ليس فقط محليا ولكن عالميا. ولكي تهيمن تسلا على السوق وحصة المبيعات، فقد قامت بتخفيض أسعار المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة والصين وأوروبا، ما أثر بشكل خاص في الشركات الناشئة في مجال المركبات الكهربائية، التي يواجه أغلبها إفلاسا محتملا. ولا تزال الصناعة تواجه اضطرابات في سلسلة التوريد ما يعقد جهود الإنتاج ويؤخر عمليات التسليم، ويمكن أن يزيد هذا السيناريو تعقيدا إذا دخلت تسلا سوق المركبات الكهربائية ذات الأسعار بقيمة 25 ألف دولار، وهذا قد يعيد تشكيل ديناميكية السوق التنافسية. وتشير التحديات الحالية التي تواجهها تسلا إلى تحول نحو أسعار أكثر تنافسية وتنوع في المنتجات في سوق المركبات الكهربائية.
وتكافح تسلا حاليا مع انخفاض المبيعات وهوامش الربح مع تباطؤ الطلب على المركبات الكهربائية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الاهتمام العام بامتلاك سيارة كهربائية قد تراجع، وأن المستهلكين يريدون سيارات كهربائية أقل سعرا وهي غير موجودة حاليا. ومع استمرار تطور سوق المركبات الكهربائية، فقد يؤدي مأزق تسلا الحالي إلى تحفيز مشاهد أكثر تنافسية وتعزيز للابتكار، أو حتى عرض المركبات الكهربائية بأسعار معقولة. وبينما يكمن مستقبل الشركات الناشئة في تشكيل شراكات إستراتيجية أو دراسة خطط الاندماج للاستفادة من الموارد بشكل أكثر فعالية، تؤكد هذه المرحلة أهمية المرونة والإستراتيجية السليمة والقدرة على التكيف، ليس فقط لشركة تسلا ولكن للصناعة بأكملها.
ختاما، لا يزال مجتمع الاستثمار منقسما بشأن آفاق تسلا، وقد نرى أهدافا سعرية تعكس عدم اليقين بشأن مسار تسلا المستقبلي، خصوصا مع صراع رواتب إيلون ماسك البالغة 56 مليار دولار التي أسقطها قاض في ولاية ديلاوير، ولكن ماسك كسب 50 مليار دولار من الجمعية العمومية قبل أيام، وانخفاض أرباح تسلا والمنافسة الشديدة مع لاعبين أشداء في السوق وتدهور سعر سهم الشركة إلى أكثر من 30 % عن العام الماضي.