طريق الحرير الرقمي يربط دول الخليج بالصين
لطالما كانت دول مجلس التعاون الخليجي مركزا للثروة وموارد الطاقة، وقد برزت الصين، باقتصادها المتوسع ومبادرة الحزام والطريق الإستراتيجية، باعتبارها لاعبا محوريا في جهود التنويع والتحديث في دول المجلس.
لم يعد إحياء طريق الحرير القديم من خلال مبادرة الحزام والطريق ربط الشرق والغرب فحسب، بل زاد فرص الاستثمار والتعاون على مستوى العالم. فمن الناحية الجغرافية، يعد الشرق الأوسط مفترق طرق للتجارة والفرص والأفكار، فضلا عن كونه منصة لانطلاق المشاريع الريادية. ولدى شركات دول مجلس التعاون إمكانات هائلة للاستفادة من التقدم التكنولوجي في الصين ووصولها إلى الأسواق لتوسيع نطاق أعمالها عالميا وفق المنتدى الاقتصادي العالمي.
سرعان ما أصبحت التكنولوجيا حجر أساس في العلاقات المالية والصناعية بين الصين ودول مجلس التعاون، ما يعزز الاستثمارات عبر الحدود. فهي تمثل حافزا لرواد الأعمال وفرص الاستثمار الجديدة، وستؤثر إيجابيا في الشركات في المنطقتين، ما يدفع النمو الاقتصادي والابتكار. ومع استمرار دول مجلس التعاون في تنويع اقتصاداتها، يمكن للاستثمارات الصينية أن توفر رأس المال والخبرة اللازمين لتطوير قطاعات أخرى، وإيجاد علاقة تعاونية تعود بالنفع على الطرفين.
يشمل هذا التطور الناشئ "طريق الحرير الرقمي"، الذي يدمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الجديدة في نسيج مبادرة الحزام والطريق. بتركيزه على تطوير البنية التحتية الرقمية والتقدم التكنولوجي، يعد طريق الحرير الرقمي بتعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي في جميع أنحاء آسيا ودول مجلس التعاون. وسينتج عن ذلك تحسين طرق التجارة لدول المجلس، وتعزيز الخدمات الرقمية، وتقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين، وزيادة الاستثمار الأجنبي والمعرفة التكنولوجية. علاوة على ذلك، يتماشى طريق الحرير الرقمي مع رؤية دول مجلس التعاون لتنويع اقتصاداتها، وتعزيز الابتكار وتطوير المدن الذكية. وتتيح المبادرة أيضا إمكانية أن تصبح دول المجلس مركزا للتحول الرقمي والتجارة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الإستراتيجي.
تمثل مبادرة الحزام والطريق وطريق الحرير الرقمي فرصتين رئيستين للمستثمرين على الصعيد العالمي، وكذلك أولئك الذين يعملون بالفعل في دول مجلس التعاون أو الصين.
وتعمل الآن شركات مثل إنفستكورب على تسهيل الاستثمار في هذه العلاقة التجارية الديناميكية. "إنفستكورب جولدن هورايزون" هي منصة بحجم مستهدف يبلغ مليار دولار تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في الشركات الرائدة ذات النمو المرتفع في دول مجلس التعاون والصين.
وتمثل هذه المبادرة التي أسستها مؤسسة الاستثمار الصينية التي تعد أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، شراكة إستراتيجية تستفيد من خبرة إنفستكورب في دول مجلس التعاون والخبرة الاستثمارية العالمية الواسعة التي تتمتع بها مؤسسة الاستثمار الصينية.
تركز المنصة على رعاية الأعمال من القطاعات التي تتمتع بإمكانات نمو قوية، مثل السلع الاستهلاكية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية وخدمات الأعمال، التي تعد جميعها أساسية للتحول الاقتصادي وإستراتيجيات التنويع في دول المجلس.
ويعد "صندوق إنفستكورب السعودية للنمو قبل الطرح العام" جزءا من منصة جولدن هورايزون. ويستثمر الصندوق بشكل أساسي في الشركات الرائدة في دول مجلس التعاون التي تتطلع إلى الوصول إلى أسواق رأس المال في غضون 3 إلى 4 أعوام وقد أعلن بالفعل 3 استثمارات في دول مجلس التعاون، ما يشير إلى سعي نشط لتحقيق فرص داخل المنطقة.
نتيجة لتركيزها الإستراتيجي على القطاعات المحتملة ذات النمو المرتفع ودعم المستثمرين البارزين، تتمتع المنصة بمكانة جيدة للاستفادة من أوجه التآزر بين المنطقتين، ما يعزز بيئة ديناميكية لازدهار الشركات وتوسعها.
يعد الاستثمار الصيني في دول مجلس التعاون انعكاسا لاتجاه أوسع من التعاون الاقتصادي، فهي شراكة تتجاوز المعاملات المالية وتهدف إلى بناء رؤية مشتركة لمستقبل مزدهر ومستدام.