حصاد الأسواق والزخم المتصاعد

أنهت السوق السعودية نصفها الأول من العام الجاري 2024 على تراجع بـ288 نقطة وبنحو 2.4 %، مقارنة بنهاية عام 2023, حيث أغلقت نهاية العام الماضي عند 11967 بينما أنهت النصف الأول من العام الجاري بإغلاق عند 11679 نقطة، فيما اختتمت أسعار خام برنت نصفها الأول من العام الجاري 2024 عند مستوى 84.86 دولار بارتفاع 7.80 دولار وبنسبة تجاوزت 10 % مقارنة بإغلاقها ختام العام الماضي عند مستوى 77 دولارا للبرميل، وعلى صعيد أسعار الذهب فقد ارتفع المعدن الأصفر خلال النصف الأول من العام الجاري مختتما النصف الأول عند 2326 دولارا بارتفاع تجاوز 12.8 % وبأكثر من 264 دولارا مقارنة بإغلاقه نهاية العام الماضي عند 2062 دولارا للأونصة.
من جهة أخرى اختتمت المؤشرات الأمريكية نصفها الأول من العام الجاري على ارتفاعات قياسية وقمم تاريخية جديدة حيث لا تزال الموجة الشرائية مستمرة بقيادة أسهم التكنولوجيا، فقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نصفه الأول عند 5460 على ارتفاع بنحو 700 نقطة وبنسبة 14.5 %، مقارنة بإغلاقه 2023 حيث أغلق العام الماضي عند 4769 نقطة، بينما ارتفع مؤشر الناسداك ليختتم النصف الأول من هذا العام بارتفاع تجاوز 2720 نقطة وبنسبة 18 % عند 17732 بينما أغلق نهاية العام الماضي عند 15 ألف نقطة، كما كان مؤشر الداو جونز هو الأقل ارتفاعا خلال النصف الأول من العام الجاري بين المؤشرات الثلاث، رغم تحقيقه هو الآخر أرقاما تاريخية جديدة لكنه اكتفى باختتام منتصف العام الجاري عند 39118 بارتفاع 1430 نقطة وبنسبة 3.8 % مقارنة بإغلاقه العام الماضي عند 37689 نقطة.
من جهة أخرى فقد ارتفعت البيتكوين التي تعد أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية خلال النصف الأول بنسبة تجاوزت 48 % وبأكثر من 20,400 دولار مختتمة نصفها الأول عند 62676 وذلك مقارنة بإغلاقها آخر جلسات العام الماضي 2023 عند 42258 دولارا، ما حفز كثيرا من العملات المشفرة الأخرى وفتح المجال لها للارتفاع.
وفي المقابل ارتفع مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام 6 من العملات الرئيسة الأخرى) خلال النصف الأول من العام الجاري 2024 بنسبة 4.5 % وذلك بارتفاع 4.5 نقطة، مختتماً نصفه الأول عند 105.84 مقارنة بإغلاقه العام الماضي عند 101.33 نقطة، وبرغم ارتفاع الدولار خلال النصف الأول فإن انخفاضه ببعض الفترات دفع المؤشرات الأمريكية من تحقيق أرقاما قياسية وذلك بدعم من نتائج الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا وطفرة الذكاء الاصطناعي وتوقع الأسواق لقرب بدء تخفيف سياسة التشديد النقدي التي بدأها الفيدرالي الأمريكي منذ عام 2022.
وفي الختام وبعد مختصر حصاد الأسواق خلال النصف الأول من هذا العام الذي اتسم بالزخم الصاعد حتى الآن على صعيد المؤشرات الأمريكية، فإن نتائج الربع الثاني ستكون من أهم ما ينتظره المستثمرون للتأكد من استمرارية نمو الأرباح التي تحققت خلال الربع الأول، وأي زيادة فيها ستكون بمنزلة فسح المجال لتحقيق قمم جديدة، بينما أي تراجع أو نتائج أقل من التوقعات ستكون بمنزلة بداية جني أرباح واستراحة لالتقاط الأنفاس، كذلك تتأثر السوق بالسباق الرئاسي على السلطة في الولايات المتحدة، وما يتعلق به من قرارات قد تؤثر في أرباح الشركات من ضرائب ونحوه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي